صعاليك هيرابوليس

صعاليك هيرابوليس

أعرف يا ماريّا أن في داخلك طفلة، وأن الأطفال يخافون الرصاص، ويحبون صدور الأمهات، لكني لا أملك لك سوى ذراعين عزلاوين في مواجهة كل هذا الأسى. أعرف أيضا أنك تحبين الورود، لكن حديقتي لم تعد تنبت سوى الشوك. من يوم جاءوا، حطموا الأشجار وأخرسوا الموسيقى وكنسوا ضحكاتنا عن الشوارع. صادروا حاضرنا لكنني أنقذت بعض حكاياتي. خبأتها لك. كنت أعرف أنك ستأتين. كنت أعرف أنك سترحلين. وأنني أنا أيضا سأرحل، لذا أودعتك إياها: ولع أبي بسميرة توفيق وغيرة أمي منها. وليد أبو جحاش الذي سرق مني بلبلا وأنا طفل ثم سرق جناحي كبيرا. جمعة الحميماتي وغجرياته الفاتنات. عروة الذي تأخر دوما على أحلامه.. مدينتي حكاية في عهدتك الآن. وقلبي أودعته في عينيك وأنت راحلة، بانتظار صفارة تعلن نهاية هذا العبث. محمد سعيد كاتب سوري مواليد منبج عام 1978. انتسب إلى جامعة دمشق حيث تابع دروسا في الإعلام لمدة ثلاث سنوات. نشر نصوصا أدبية في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية. حصل عام 2017 على منحة جان جاك روسو للتفرغ الإبداعي.

الأكثر قراءة