الوقت كالسيف
لعل أهم ما تحمله هذه العبارة هو تلخيص الفكر العربي الذي يربط بين الحسم وكل شيء. إن الفكر المبني على ربط المفاهيم بالأشياء راسخ في كل الثقافات وهذا قد يكون رابطا يوضح كم السيطرة لفكرة أو مفهوم على الفكر العام في الثقافة.
من هنا يمكن أن نتوقع أن تربط الأمثال الفرنسية بالرومانسية، التي تميز الثقافة، ونربط كذلك الأمثال الصينية بالأساطير، التي تحييها الثقافة وتعدها مؤسسة لكل ما يحدث في المستقبل. ثم من هناك ننطلق لنميز كل ثقافة بما تعتني به أو تؤمن به من خلال التعرف على ما يؤثر في الفكر السائد، وهذا موضوع بحث ليس مقالي مكانه.
أريد أن أدعو في هذا المقال إلى حالة من التغيير الشامل في حياتنا، نهتم من خلالها بالوقت ونحاول أن نجعله في صفنا بحيث نحقق آمالنا وأهدافنا في الوقت المناسب. الذي نشاهده اليوم في المجتمع من انعدام للاهتمام بالوقت مصادره كثيرة، ومن أهمها التقنية، التي قربت كل بعيد وسهلت كل صعب وسمحت لنا بمزيد من الفراغ، الذي لا يحسن أغلبنا استثماره في المفيد. الفكرة هنا تكمن في البحث فيما يمكن أن نصنعه في يومنا وليلتنا لنكون مبدعين أكثر.
التفكير السابق، الذي يجعل الهدف من العمل هو اللجوء للدعة في النهاية ويجعل الراحة وعدم الإنتاج الهدف النهائي لكل ما يفعله الواحد منا، يجب أن يتغير ونحول الهدف إلى بناء شيء بما نحمله من العلم والمعرفة والقدرات البدنية والذهنية، لأننا في النهاية سنضطر إلى النظر للوراء لنتذكر ما صنعناه وما حققناه في حياتنا، وليس الكسل والدعة، ما يحقق النتائج أو يرفع به الرأس في المستقبل.
يذكرني دائما رئيسي بما يمكن أن أحققه من خلال القراءة بمقولة تدفعني دوما للقراءة تلكم هي: عندما قرأتم أكثر علمتم أكثر. يحدث هذا في سياق أمور كثيرة كنا نستعجل في الحكم عليها لنكتشف بعد القراءة أنها مختلفة تماما، ويمكن أن نحقق فتوحا كثيرة بالقراءة.
القراءة ليست محصورة في أي شيء، فنحن يمكن أن نقرأ كل شيء وفي كل شيء ومع الوقت سنصبح محترفين في الاستنباط والفهم وبناء التغيير الذي نريد. لكن هذا ليس بالشيء الوحيد، فكل منا له اهتماماته وهواياته ورغباته التي يمكن أن يستثمر فيها وقته.