رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تطبيقات.. تطبيقات

تتسارع وتيرة سيطرة الإنترنت على حياة الناس. أصبح المجهود البدني المبذول في حياة الواحد منا لا يتجاوز الضرورات التي لا يمكن أن نستخدم الإنترنت في تحقيقها. دخلت التطبيقات في كل شيء، أصبحت حياة الناس عبارة عن تطبيقات يبدع فيها أصحاب الأفكار في تعويدنا على الدعة والسكون، وهما يؤديان إلى مخاطر كبرى برغم واجهتها الإيجابية إلا أنها تمثل حالة سلبية خطيرة.
السكون الذي يسيطر على الناس ويمنعهم من التداول والتحاور والتبسط والحوار، ولد الكثير من الأمراض النفسية التي يظهر أثرها على جيل عصر الإنترنت بشكل أوضح. فقد كثير من أبنائنا وبناتنا القدرة على التفاعل والحديث والتعارف والتعامل مع مختلف المواقف.
السلبية والصمت اللذان يسيطران اليوم هما نتيجة حتمية قد تتفاقم مع الأيام لتصبح حالة من الخطر الجسدي بعد أن كانت حالة من النفور الاجتماعي والعقد النفسية الداعية لتحول هؤلاء إلى مكائن قد لا تتحرك إلا عندما تحتاج إلى الوقود. البعد عن مكابدة الأجواء الطبيعية والاختفاء في الغرف بعيدا عن ضوء الشمس ومكونات الحياة الطبيعية ستكون لها آثار خطيرة ما لم نبادر إلى وقف هذا النزف الخطير.
أول ما يمكن أن نتفاعل معه هو التطبيقات الداعية لتقديم الخدمات في المنزل، هنا نفتح المجال أمام أول مظاهر الكسل والخمول وعدم التفاعل مع الحياة. في هذه الحالة سيكون الجميع تحت سيطرة أشخاص يخدمونهم وهم في الواقع يعيقون نموهم الفكري والبدني والتفاعلي.
يذهل الواحد وهو يرى كم التطبيقات التي تنتشر في الإنترنت، فبعدما كانت عمليات التوصيل الشخصي للمواقع ، ظهرت عمليات توصيل الطعام ، ثم توصيل المعدات والاحتياجات المنزلية كأسطوانات الغاز وما في حكمها ، لتظهر تطبيقات تقدم خدمة صيانة السيارات وتبديل الإطارات وغيار الزيوت في المنزل وهي بهذا تلغي الحاجة إلى الحركة ، ومن يدري فقد تكون هناك تطبيقات أخرى.
هذه البوادر يجب أن تحارب من قبل الأسرة ، وعلى الآباء والأمهات أن يعتمدوا على أبنائهم في بعض الأعمال المنزلية والخدمية البسيطة التي تدعم تفاعلهم مع العالم وتعلمهم الجديد كجزء من تربيتهم. والحال نفسه ينطبق على البنات ومسؤولياتهن وتعاملهن مع ما كان ضمن إطار التربية الأسرية لنتخلص من مبادرات قد تؤدي لمخاطر لم يجربها أحد في السابق، ونحن بهذا لا نعلم حجم تأثيرها في الأفراد والأسرة والمجتمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي