الدواء الأمل
عندما حملت الأنباء اكتشاف أول علاج تصرح له هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كوسيلة لعلاج السرطان - ذلك المرض الذي رسم الحزن على كثير من الوجوه، وجلب الكآبة لكثير من البيوت، وفرَّق من الأحباب كثيرا - طارت به وسائل التواصل فرحا. ذكر التصريح أن العلاج الجديد “فترافكي” يعالج الطفرات الجينية، التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور المرض في فئات وأشخاص معينين. هذه المعلومة في حد ذاتها في حاجة إلى توضيح آخر، فهل يمكن أن ينتج من هذا الدواء مصل معين يمكن أن نعطيه لكل من يكونون قابلين لتأثير الطفرة التي ذكروا.
تصريح مخالف تماما أطلقه أحد الأطباء؛ إذ ذكر أن العلاج يستخدم لكل الحالات حتى بعد ظهورها، لكنه لن يعالج موقع المرض بالذات، إنما يعالج جميع الخلايا التي لها علاقة بظهور وانتشار المرض باعتباره يضرب الخلايا القابلة للتمدد فالتحول إلى سرطان.
أنا متأكد أنكم قد اكتشفتم بعد هذا “الهذيان” أنه لا علاقة لي بالطب من قريب ولا من بعيد، لكنني أحاول أن أحمِّل الأمر كل ما يحتمله من فرص القضاء على هذا المرض الخطير، الذي لم يسلم من تدميره بيت، خصوصا عندنا.
هذا يجعلني أدعو إلى أن تكون أبحاث السرطان أكثر نشاطا في بلادنا، كجزء من المسؤولية الأخلاقية والمجتمعية للجهات الخاصة والعامة والقطاع الثالث الذي نفتقد مبادراته في المجال، مع أنه من المجالات المهمة التي قد تكون أكثر أهمية من الأعمال التي يركز عليها الجميع، التي قد يكون الاهتمام بها منصبا على شكليات كثيرة، لكنه لا يمس القلب.
الأبحاث مهمة في المجال، وهناك كثير من الأعمال البحثية التي تتم اليوم في أغلب دول العالم، وسيأتي - بحول الله - اليوم الذي نتخلص فيه من هذا المرض، وليتنا نشاهد هذا الفتح مقبلا من عندنا. الأبحاث في المجال ليست بمعزل بعضها عن بعض، إنما هي تكاملية - كما يذكر كثير من الباحثين، لكن إغلاق كثير من المشاريع البحثية في المجال قد يؤخر الوصول إلى فتوح في المجال، وقد حدث هذا في بعض الأبحاث التي لم يعد هناك من يدعمها، وتدخل القطاع الثالث هنا يمكن أن يسهم في إعادة أكبر عدد من هذه البحوث إلى الحياة.