من أجل لعبة .. «رالف يحطم الإنترنت»
“الإنترنت" عالم واسع دخله الكبير والصغير وأصبح من المقومات الأساسية لحياتنا اليومية في عصرنا الحالي الذي أطلق عليه البعض العصر التكنولوجي، وكثيرا ما يسعى الفن السابع إلى الولوج إلى عقر دار التكنولوجيا ومحاولة استعراض كافة التفاصيل المقاربة للحياة اليومية، ونشطت السيناريوهات في هذا المجال آخرها كان فيلم Wreck it Ralph 2: Ralph Breaks the Internet الذي جسد الإنترنت بطريقة ملموسة ومختلفة، إذ إن عالم الإنترنت عالم افتراضي لا يمكن قولبته في صور معينة، إلا أن الإخراج الذي قام به كل من فيل جونستونن وريتش مور، إضافة إلى جيم ريردون، وباميلا ريبون كان مبدعا في رسم كادرات تصويرية رائعة لمشاهد الفيلم الذي قارب ما بين الافتراض والواقع.
يبدأ الفيلم بفكرة بسيطة مفادها أن فانيلوب، تؤدي صوتها سارة سيلفرمان، تحاول مع صديقها رالف، يؤدي صوته جون سي رايلي، مهمة إنقاذ لعبة Sugar Rush، فيذهبان سويا إلى عالم الإنترنت عبر جهاز توجيه Wi-Fi المثبت حديثا في عالم أركيد ليتواك لاسترداد قطعة قادرة لإنقاذ اللعبة.
الدخول بين الأيقونات
إن طريقة ذهابهما عبر الأسلاك فيها كثير من الإبداع حيث دخلا بين أيقونات من المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي يتنقلان بينهم مندهشين، يبحثان عن موقع ebay الذي ستشتري منه فانيلوب القطعة النادرة. تلقي هذه المشاهد الضوء على المواقع التي تم تجسيدها على شكل لافتات كبيرة، وأثناء تنقل فانيلوب ورالف داخل عالم الإنترنت يظهر أشخاص يحملون لافتات إعلانية كتلك التي تظهر على جانب الشاشة التي تجذب المتصفح على مشاهدة الإعلان.
وفي هذه الأوقات تجد فانيلوب موقع ebay فتركض مسرعة لشراء ما تريد وتخلص لعبتها، لكن الموقع يعرضه في المزاد ما اضطرهما هي وصديقها رالف إلى دخول المزاد من دون علمهما بالنتائج الوخيمة لهذه الخطوة، التي تتطلب منهما دفع المبلغ قبل تسلم البضاعة وهو ما يحصل عند أي عملية شرائية من أي موقع إلكتروني، لذلك عليهما أن يؤمنا المبلغ قبل 24 ساعة وإلا ستلغى العملية الشرائية.
التسوق الإلكتروني
إن خبايا التسوق الإلكتروني كثيرة ومتعددة يجهلها الكثيرون لكن من يدخل فيها ويكتشف أسرارها يجد الكثير من الوسائل والطرق لجني المال من ورائها تماما كما حصل مع رالف الذي علم بوجود buzztube الذي ينشر مقاطع فيديو، والمقطع الذي يحصل على أكبر عدد ممكن من الإعجاب يفوز بمبلغ من المال الذي سيخوله الدفع على ebay وشراء ما ذهبا لأجله، فقرر رالف تصوير كثير من المقاطع المتنوعة وأصبح «تريند» في عالم السوشيال ميديا، وكسب المال.
ولقد كانت لافتة طريقة عرض القلوب وهي تتطاير على المقاطع المصورة التي تخص رالف حيث كانت رائعة بكل معنى الكلمة، ولم يقتصر الفيلم على إبراز عالم الإنترنت وما يدور في داخله بل تطرق إلى التعليقات السيئة التي تظهر على كل مقطع فيديو، فأثناء تنقل رالف بين المواقع دخل إلى غرفة التعليقات وبدأ يقرأ الشتائم والتعليقات السلبية على ما نشره، ولقد كان يعتقد في البداية أن الجميع مبهور بما يقدم لكن عند قراءته السلبيات بدأ يتحطم فما كان من صاحبة موقع buzztube وتدعى يس، تؤدي صوتها الممثلة تاراجي بي هينسون، إلا أن قامت بتهدئته والشرح له أن في عالم الإنترنت يجب على الشخص أن يتجاهل التعليقات السيئة ويأخذ بالإيجابية، لأن كثيرا من الناس يرمون كلام سيئا من أجل التحطيم فقط.
الهوس في الألعاب الإلكترونية
في هذه الأثناء أصاب فانيلوب الهوس بلعبة تدعى Slaughter Race وهي سباق السيارات ودخلت مع شانك، تؤدي صوتها الممثلة جال جادوت، التي تألقت في سلسلة أفلام Fast and Furious، وظهرت في الفيلم البطلة الشريرة والقاسية في اللعبة، لكنها أثبتت في مشاهد متتالية أنها شخصية أكثر تعاطفا مما يبدو في البداية، ولقد أعجبت بقيادة فانيلوب وحاولت مساعدتها بإرشادها هي وصديقها رالف إلى يس، التي تعرف كيف تستغل أية ظاهرة وتجني المال من ورائها وهي التي جعلت من رالف ظاهرة على موقع buzztube، وحمسته على ابتكار المزيد من الأفكار التي لاقت رواجا كبيرا بين المتفرجين.
ظهور أميرات ديزني
ولقد أضفى ظهور أميرات ديزني في الفيلم الذي أنتجه والت ديزني أنيمايشن ستوديو الكثير من المتعة على أحداث الفيلم، حيث ساعدت فانيلوب في البداية ثم ساعد رالف في نهاية المطاف. وعلى الرغم من كل المشاهد المضحكة والمسلية في الفيلم لقد ظهرت العديد من الأحداث الهادفة خاصة في النهاية حيث قام رالف بإطلاق فايروس إلى لعبة Slaughter race ولقد جسد المخرج الفايروس على هيئة كائن زاحف أسود اللون، تتصاعد النار من داخله، وهو عبارة عن الشر، وعندما أطلقه رالف أعطى فكرة واضحة عن كيفية عمل الهاكرز وكيف يقضون على الألعاب وبعدها كيف تمكن من إطلاق برنامج ضد الفيروسات للقضاء عليه.
الصداقة
أما العنصر الأكثر تأثيرا في الفيلم فهو الصداقة التي جمعت ما بين فانيلوب ورالف التي انهزت عندما حاول رالف منع فانيلوب من البقاء في لعبة slaughter race وهنا أيضا يتبادر إلى أذهاننا كم نعاني قضية إدمان أطفالنا على بعض الألعاب الإلكترونية، والجهد الذي نبذله لقتل ذلك الإدمان.
إن هذا العمل يعد من الأعمال الناجحة ويأتي امتدادا للجزء الأول الذي صدر عام 2012 حيث حاول فيه رالف جاهدا العثور على مكان أساسي له في عالم "ألعاب الفيديو"، فينتقل من وضعية الشرير إلى موقع البطل، بفضل مساعدة فانيلوب فون شفيتز، التي تؤديها الأمريكية سارة سيلفرمان، والمعروف أن رالف، في مغامراته الأولى تلك، يدمر كل شيء، بعد أن يصبح بطلا غير محبوب في ألعاب فيديو، يعود إنتاجها إلى ثمانينيات القرن العشرين. لكنه يحلم بأن يصبح محبوبا، فيجتهد في سبيل تحقيق مبتغاه. أما فون شفيتز، فتتطور داخل لعبة سباق، مصنوعة من الحلويات فقط، ومع ذلك، فإن مأزقها الأساسي والوحيد، يتمثل في كونها خطأ في البرنامج، ما يعني أنها ستمنع من خوض كل سباق، وسترفض من كل شيء. رالف يجوب فضاءات عالم الألعاب تلك، كي يثبت للجميع أنه رجل طيب، وهي تريد تغيير صورتها السلبية.
بلغت الميزانية الإنتاجية للجزء الأول 165 مليون دولار، وحقق إيرادات دولية تساوي 471 مليونا و222 ألفا و889 دولارا أمريكيا، في حين وصلت إيرادات الجزء الثاني بعد أربعة أيام من طرحه فقط إلى 51 مليون دولار، فهل سيستمر في وتيرة النجاح نفسها ليتفوق في إيراداته على الجزء الأول؟!