تبوك عروس «الرؤية» تخلد للوطن «ناظر في السما»
"ناظر في السما كانك تبي سلمان.. تخيب ايديك ما طلته وما طالوه أسلافك".. خالدة فنية تضاف إلى ذاكرة الوطن الغنائية الثقافية. رددتها أرض تبوك، عروس "الرؤية السعودية" ووجهة المستقبل، قبل الجميع. ففي حضرة مليك "الرؤية" وعرابها، تغنى محمد عبده برائعة البدر بن عبدالمحسن "عوافي"، التي سيرددها التاريخ كما المستقبل، فخرا بحاضر مجيد وردا على كل متطاول لئيم.
«كأنك ما تعودتي على التجريح والنكران»!
يكتبها البدر بعتب المحب، لبلاد يعرف جيدا أنها اتخذت من العفو شيمة لها؛ قوة لا ضعفا وأملا لا استكانة. فيردد الجمع من حوله وحولها، بعزم الواثق في نفسه وفي قيادته "عوافي"، تطييبا لخاطر وطن لا ينقصه الطيب بقدر ما يزيده فعله طيبا على طيب.
«نحسب إيران تكرهنا.. وكلٍ في الهوى إيران»
حكمة مغناة سيتحسس من بعدها الكثير بطحاء رأسه. فيما ستمضي أنظار السعوديين شاخصة باتجاه السماء في زهو وافتخار، حيث سلمان الذي ملأ البلاد ازدهارا وعدلا.
«تهاوى عرش كسرى وانتهت سطوة بني عثمان»
وتظل "قِبلة الدنيا" كهيبة "طويق نجد" في عزمها وموقفها الشامخ الذي لا يتزحزح عن الحق ونصرته قيد أنملة. يشهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء. بينما الهمهمات العديدة والمتكررة من "العويل ولجة الغربان" ما تلبث طال الزمان أم قصر أن تنقلب تغريدا بالشكر والثناء على بلاد، شملت الجميع بإحسانها وفضلها.
ولا يلبث البدر بصوت عبده الشجي أن يذكرنا ويذكر البلاد أن "قربي منك الوسادة.. وادخلي لحافك". فالمتطاول لا يستحق منا حتى التفاتة. أما الوطن فلعزه منا كل القصائد والأغاني، وسائد وأوسمة، بنكهة حاضر تليد وبعنفوان مستقبل مجيد.
كلمات تتقابل لغويا وتتجانس صوتيا في شكل بديع. انتظمت في عقد فريد صنعه أهالي تبوك، احتفاء بمقدم ضيفهم الكبير. هذا ما عودنا عليه البدر شعريا. وما دأبت عليه تبوك بوابة الشمال وعروس "الرؤية". وبالتأكيد ما يستحقه الوطن فنا وإبداعا لا حدود لطاقاته وإمكاناته الحاضرة والمستقبلية.