الصياد القاتل .. مصير العالم في يد غواصة
تعتبرالأفلام الحربية والعسكرية من أكثر الأفلام تشويقا نظرا لترابط الأحداث التي تجري في القصة بالواقع الذي نعيشه، وتنشط هذه الأفلام بحسب التحالفات الدولية خاصة بين دولة هوليوود الأمريكية والدول الأخرى، ولقد جاء فيلم Hunter Killer ليقدم علاقة يشوبها التوتر بين كل من روسيا والولايات المتحدة، فكيف جرت الأحداث، وما كانت نتيجة المحاولة لإشعال حرب عالمية ثالثة؟
اختطاف الرئيس
يروي الفيلم قصة اختطاف الرئيس الروسي واحتجازه رهينة على يد وزير دفاعه الخاص ديمتري دوروف، يلعب دوره الممثل ميخائيل جوريفوي على الأراضي الروسية، في محاولة لإشعال حرب عالمية ثالثة، وكان وقت تلك الصراعات الداخلية سيئا للغاية بالنسبة إلى الأمريكيين الذين يمتلكون غواصة غير محسوب حسابها داخل أرض العدو، وفي تلك الأثناء ترسل الولايات المتحدة القائد جو جلاس، يلعب دوره الممثل جيرارد باتلر، إلى الموقع الذي غرقت فيه غواصة روسية جديدة في مياه متجمدة عمقها 1000 قدم تحت غطاء من الجليد القطبي، ثم تتبعه غواصة أمريكية نووية، في محاولة لإنقاذ الرئيس الروسي، ويساعده في هذه المهمة فرقة من قوات العمليات الخاصة للبحرية الأمريكية Navy Seals على اليابسة بقيادة بيل بيمان، يلعب دوره الممثل توبي ستيفنز، وكبيرة المحللين في وكالة الأمن القومي جاين نوركويست، تلعب دورها الممثلة ليندا كارديليني، واللواء البحري جون فيسك يلعب دوره الممثل كومون، ووزير الدفاع الغاضب الذي لم يكف قط عن محاولة تحويل الموقف إلى مشكلة أكبر، وكان أيضا قائد الأسطول البحري تشارلز دونيجان، يلعب دوره النجم الحاصل على الأوسكار فى دورته الـ 90 جاري أولدمان.
ما بين أمريكا وروسيا
تحوي قصة الفيلم المبنية على رواية "نقطة انطلاق - Firing Point" لجورج والاس ودون كيث كثيرا من الغموض، وقد تمكنت من وضع مصير العالم بأسره في يد غواصة واحدة ومجموعة من الجنود، ويتم في الفيلم التنقل بين المجموعات الأمريكية الثلاث، مع نظرة خاطفة على الروس، وتستمر المشاهد في نفس الوتيرة حتى ينضم قائد الغواصة الروسية الكابتن سيرجي أندروبوف، يلعب دوره الراحل مايكل نيكفيست، الذي توفي في العام الماضي بعد انتهاء تأدية مشاهده في الفيلم، عن غير قصد إلى المهمة، فيتعين على الأمريكيين والروس أن يتعلموا كيف يعملون سوية في نوع من الهدنة الهشة التي تمليها بشكل رئيسي النظرات التي تجري بين نيكفيست وباتلر وإيماءات اليدين الغامضة التي يستخدمها مختصو الملاحة بالغواصات، التي يشعر المشاهد أنها مضحكة بشكل غير مقصود لشدة صدقها وجديتها.
يشبه فيلم "هانتر كيلر" في جوهره إلى حد كبير فيلمي "سقوط البيت الأبيض" و"سقوط لندن"، حيث ينقذ باتلر هنا أيضا مسؤولي الحكومة ويتفادى في هذا الفيلم الفوضى السياسية الجغرافية، وبدلا من مواجهة الإرهابيين كما فعل في الفيلمين السابقين فإن التهديد للسلام الأمريكي هنا يأتي من الانقلاب الروسي الذي أسقط رئيس الدولة.
الأدوات الإخراجية
من أقوى الأدوات الإخراجية التي تم استخدامها وتقديمها كادرات الكاميرا واختياراتها، وتوظيف المؤثرات البصرية والسمعية بشكل جيد لتقديم مستوى عال من المشاهد، ولقد تميزت المشاهد تحت الماء بشكل عام بروعتها، حيث إن هناك شعورا حقيقيا مدويا في كل مرة تتصادم فيها الطوربيدات، وتبدو الأجزاء الداخلية للغواصات حقيقية وواقعية، ويتألق الفيلم مع لعبة PlayStation يقطعها الاصطدام، مع التدفق القوي من أنبوب مكسور، ومفتاح ربط يكاد يصطدم بالأرض قبل الإمساك به في اللحظة الأخيرة.
ولقد ركز المخرج دونوفان مارش على جانب المغامرة والأكشن التي تحبس أنفاس المشاهد، وكان قد قدم دونوفان سابقا بعض الأفلام مثل Avenged وSpud الجزأين الأول والثاني وهي أفلام لم تحقق أي صدى ضخم في السينمات، على عكس فيلم "هانتر كيلر" الذي قدم أحداثا مشوقة تنتمي لنفس فئة المغامرات والأكشن.
باتلر وخبرته العملية
لقد عمد المخرج إلى تقديم شخصية باتلر بطريقة مختلفة، فهو كابتن بحرية جديد غير مثبت، لم يذهب إلى المدرسة البحرية قط بل تعلم من خلال خبرة العمل على غواصات، ويبدأ الفيلم غير معروف من قِبل الطاقم ثم يكتسب احترامهم من خلال سلسلة من المناورات والتقنيات الجسورة وغير التقليدية، وهذا يدل على أن الفرد من الممكن أن يصعد سلم النجاح من دون أن يتعلم في المدرسة، فالخبرة التي يكتسبها الفرد من خلال عمله كافية ليصعد سلم النجاح، لذلك ركز المخرج على عمل باتلر من دون ذكر أي معلومة عن حياته الخاصة، ولقد ذكر واقعة ما تميز مسيرته البحرية، إلا أنه لم يشر إليها مرة أخرى أو يذكر كيف غيرته التجربة، وعلى الرغم من أنه يفترض أن يكون الشخصية الجياشة التي تحارب لإنقاذ حياة الآخرين، إلا أن باتلر كان يبدو كالروبوت ولم تظهر العواطف إلا على أفراد الطاقم الآخرين.
روسيا ما بين منع الفيلم وعرضه
وافقت روسيا على عرض الفيلم للمنتج جيفري جرينستن، الذي أسهم في إنتاج مجموعة من الأفلام الهوليودية الناجحة مثل The Hitman’s Bodyguard، بعد أن منعته بحجة أن الشركة الموزعة لم تقدم الوثائق اللازمة، بما فيها نسخة من العمل لأرشيف الأفلام الروسي في الوقت المناسب، الأمر الذي نفته الشركة، وبعدها تحدثت وسائل إعلام روسية وأجنبية عن تدخل الرقابة لمنع الفيلم، وكتب دميتري جودكوف المعارض والنائب البرلماني السابق على الشبكات الاجتماعية، أن السبب قد يكون الخوف من تقليد فكرة الفيلم ومحاولة الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكانت روسيا قد حظرت العام الماضي عرض فيلم الكوميديا السوداء The Death of Stalin - موت ستالين، بعد أن قال مسؤولون "إنه يعكس عدم احترام لضحايا حملات تطهير ستالين".
حقق الفيلم إيرادات بلغت 6.653.777 دولارا أمريكيا في الأسبوع الأول من عرضه محتلا المركز الخامس في إيرادات شباك تذاكر السينما الأمريكية، كما حقق برومو الفيلم ما يقرب من 250 ألف مشاهدة، عبر موقع اليوتيوب فور طرحه.