ما الإنسان
سأقص لك قصة محزنة عن رجل يعمل كالعبيد، يكدح ويجهد نفسه بجمع ثروة طمعا في المال ولم يكن يكتفي، إلى أن تمكن من تحقيق مناله، ما جعله منتشيا من السعادة، إلى أن فتك ببلدته وباء جعله وحيدا بائسا، إذ فقد أحباءه بعد أسبوع من انتشار هذا الوباء، انقضت قيمة المال في نظره بعد هذه الحادثة الأليمة التي مر بها، ما جعله يدرك أن سعادته لم تكن جراء المال نفسه، بل من الرضا الروحي الذي حصل عليه عند رؤيته الفرح الذي نعمت به عائلته لتوافر الملذات والأشياء المبهجة بسبب البذل والوفرة. العبرة من ذلك أن المال ليس له قيمة مادية، فإن استعبدت قيمته الروحية أصبح أشبه بالقمامة، وهذا ينطبق على كل الأشياء المادية دون استثناءات مهما كبرت أم صغرت، عظيمة كانت أم زهيدة، فالتيجان والصولجانات والبنسات والمجوهرات الزائفة والشهرة في نطاق القرية والشهرة العالمية، جميعها بلا قيمة مادية على حد السواء، ومتى حققت لك الرضا الروحي فهي قيمة في نظرك. ومتى فشلت في تحقيق هذا الإرضاء فقدت قيمتها.