رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


شركات جامعية تسرع من التحول الاقتصادي

قال الرئيس الصيني شي: "تأثير العلوم والتكنولوجيا على مستقبل البلاد ومعيشة الشعوب لم يكن أعمق مما هو عليه الآن، أصبح يعيد تشكيل الابتكار العالمي والهيكل الاقتصادي العالمي".
للمعرفة دور كبير في تشكيل ثروات الأمم، شركات الأدوية وتقنيات الزراعة والاتصالات كلها تقوم على أساس معرفي من خلال تحويل العلوم إلى تقنيات وتطبيقات اقتصادية، ثم إن تحويل العلوم ونتائج البحوث إلى تقنيات تعد من محركات النمو الجديدة.
الاستثمار في الإبداع والابتكار يولد منتجات قابلة للتداول على أساس تجاري محليا وعالميا، ثم إن الأموال الاستثمارية حول العالم أصبحت تبحث عن منتجات وخدمات تمتاز بخصائص جديدة في سلسلة القيمة العالمية وتهدف للربح، أما على مستوى التجارة الدولية أصبحت الأسواق أكثر مرونة لتقبل ذلك؛ ويعزى إلى مرونة حركة رأس المال الاستثماري، وهوس رؤوس الأموال في البحث عن مشروعات إبداعية أو مبتكرة لها آفاق واعدة.
التطورات العالمية فرضت نماذج استثمارية واقتصادية لم تكن معرفة أو سائدة ـ كل ذلك كان بعد نجاح منتجات وخدمات مبتكرة في الأسواق؛ ما جعل مخاطر فقدان رأس المال يستحق تلك المجازفة والاستثمار.
شركات حققت أرباحا أكثر عندما كثفت الاستثمار في تطوير سلسلة القيمة value chain على أساس الإبداع والابتكار بهدف تحسين أرباح أو تقليص تكاليف ـ إلا أن ذلك الأمر فتح آفاقا جديدة أسهم في تأسيس شركات منبثقة من الشركة الأم.
بالعودة إلى جامعاتنا ومدى قدرتها على المشاركة الاقتصادية من خلال تحويل بحوث ودراسات إلى تقنيات وتطبيقات، علينا استعراض حجم إنفاق المملكة على التعليم من 2004 وحتى 2018، نجد أن فاتورة الإنفاق تقدر بـ600 مليار دولار.
متوسط إنفاقنا على التعليم خلال الـ15 سنة ماضية يقدر بـ40 مليار دولار، وبما أن التعليم مصدر أساس للإبداع والابتكار، أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة النظر في الاستفادة من جامعاتنا اقتصاديا؛ لتسريع التحول الاقتصادي، وذلك عن طريق بناء سوق مكون من شركات لها منتجات متولدة من بحوث جامعية.
شغف شباب السعودية بريادة الأعمال والابتكار منقطع النظير، ويعد عاملا محفزا لخوض هذه التجربة عن طريق تحفيز الجامعات ومراكز بحوثها على تأسيس شركة واحدة على الأقل من خلال منتجات وأعمال بحثية، وفق نموذج اقتصادي مربح ـ ولا سيما أن لدينا 42 جامعة سعودية حكومية وأهلية.
عمليا، أعتقد أن تطبيق نماذج من هذا النوع يتطلب أرضية صلبة من الحوكمة والشفافية والإفصاح؛ لذا أرى تطبيق نموذج شركةOxford Sciences Innovation OSI التي تم تأسيسها 2015 والمملوكة بالكامل لجامعة أوكسفورد للاستثمار في بناء شركات، وقد نجحت في تأسيس 14 شركة.
تخصيص 400 مليون دولار سنويا لتنفيذ هذا المقترح، يمثل 1 في المائة من متوسط إنفاقنا على التعليم على مدى 15 عاما، أعتقد أن هذا المبلغ كافٍ لتأسيس شركات جامعية تسرع من التحول الاقتصادي للسعودية سنويا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي