قوتنا الناعمة والتوحش
المملكة أرض عراقة وتاريخ وحضارة. هي ليست بلدا طارئا. ولم تأت نتيجة صدفة تاريخية. هذا الأمر يجعلنا قادرين على فهم وقراءة ردود فعل الجار الذي جار قطر، بكل قذارة أداته الإعلامية المهترئة، وبكل مطاريد الأرض الذين يتم حشدهم وتجميعهم بين الفينة والأخرى، في محاولة لاستهداف المملكة قيادة وشعبا وحضارة.
عندما نتحدث عن المملكة، نحن نستدعي عمقا حضاريا يمتد لآلاف السنين. وهذا العمق الحضاري، يصبغ شخصية الإنسان هنا. إنه قوي وصلب، وهو ضد كل خائن أو حاقد يستهدف الأرض وشعبها وقيادتها. حاولوا كثيرا اختراق هذا الإنسان، ولم يتجاوب معهم سوى الضعفاء الذين يصدق عليهم وصف القاصية من الغنم. وعندما نتحدث عن المملكة نستحضر كلمات المرحوم الدكتور غازي القصيبي: أجــل نـحـن الحـجـاز ونـحـن نـجــد*هــنــا مــجــد لــنـــا وهــنـــاك مــجـــد *ونــحــن جــزيــرة الــعـــرب افـتــداهــا* ويــفــديــهـــا غـــضـــارفـــة وأســـــــــد.
المفارقة أن هذه القصيدة، كانت ردا على صغار تطاولوا على المملكة، لأنها وقفت وقفة وفاء مع جارنا العزيز الكويت إثر احتلال العراق لأرض الكويت.
واليوم، تواجه المملكة هجمة متوحشة تستهدف كيانها، ولكن الأمر لا يعدو عن كونه "كناطح صخرة يوما ليوهنها".
إن سورة الحقد، وسيل الأكاذيب والإشاعات، والفجور في اختلاق وقائع غير حقيقية، يعكس السواد والفساد الذي يسكن نفوس الحاقدين، في القناة التي أحالت بلد الجار الذي جار إلى مستعمرة للرجس الإعلامي والتآمر الإرهابي.
سيذهب كل هذا الزيف، وستبقى المملكة بإذن الله كبيرة بحضارتها وقيمها ومبادئها وقيادتها وشعبها وبكل حبة رمل فيها، تتحدى هذا السواد، وتقاوم أشرار الأرض، وتعيد تخليد تاريخ الوفاء للأوفياء، والاحتقار لغير الأسوياء.
نحن بأرضنا بكل التاريخ الذي تكتنزه، وبقيادتنا، وبشباب المملكة ذكورا وإناثا أكثر قوة وعراقة وأصالة. إن هذه الأمور مجتمعة هي قوتنا الناعمة التي تتكسر أمامها كل محاولات الأنذال المتوحشين.