إيقاعنا الحضاري العميق

المملكة بلد عريق، حضارته تمتد جذورها إلى آلاف السنين.. إنه يحوي تاريخا إنسانيا ثريا.
في فترات ماضية، كان هذا التاريخ محل تشكيك، وكانت هناك مساعٍ لتجهيل الناس به، ومساعٍ لتزهيد الناس بهذه الحضارة، بزعم أنها بقايا جاهلية لا تستحق سوى الازدراء. هذه حقيقة يتذكرها كثيرون. وقد تم بذل مجهودات ذكية وعميقة وناعمة؛ لإعادة صياغة الصورة النمطية، وجعل المجتمع يتصالح مع هذا الكنز العريق.
اليوم تتباهى المملكة بأن أرضها شهدت وجودا إنسانيا مؤثرا، تظهر دلائله في كل زاوية من الجزيرة العربية، التي تشغل المملكة الجزأ الأكبر منها.
في منطقة حائل، تقدم الرسوم الصخرية بصمات الإنسان الأقدم على البسيطة. هذا الأمر يتعانق مع الأسطورة القديمة حول بدء الخلق، ومرور أبو البشر - عليه السلام - بمكة المكرمة وجدة. الحقيقة أن هناك أكثر من بلد يؤسس أحقيته في أبي البشر آدم - عليه السلام، لكن يقيني أن مكة المكرمة كانت محط زيارات الأنبياء وفي مقدمتهم أبونا آدم.
ثم تأتي تلك البصمات والآثار وإيقاعات حكايا الأقوام الذين تحدث عنهم القرآن الكريم، وإشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن الجزيرة العربية كانت خضراء، وستعود كما كانت. كل هذه التفاصيل مجتمعة تجعل من المهم الإلحاح والتأكيد على جدارة المملكة بإرثها وتباهيها به، وهو الأمر الذي أثراه بزوغ الإسلام من مكة المكرمة وتمدده في مختلف أصقاع الأرض.
أجداد أبناء الجزيرة العربية كان لهم الدور المؤثر قبل وبعد الإسلام. وأحفادهم اليوم في المملكة يسهمون في خدمة الإسلام، ويؤسسون فعلا حضاريا عالميا متميزا. في وقت يتشاغل فيه البعض بالتفتيش عن المثالب، والتحريض على المملكة، وتسويق الأكاذيب ضدها.
عودة الوعي بأهمية الاحتفاء والاعتزاز بحضارتنا إنجاز يستحق التقدير، وهو جهد أبدع فيه الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، واليوم تتواصل المسيرة من خلال الهيئة، ومن خلال جهات أخرى تحت مظلة "رؤية المملكة 2030" ومبادرات التحول الوطني 2020.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي