رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الجراحة الذاتية

الحياة صراع، وأقوى معركة تخوضها صراعك من أجل البقاء والحفاظ على حياتك حتى لو خسرت جزءا من جسدك ولكنك ربحت الحياة، ويشترك الإنسان في هذه الغريزة مع الحيوانات مثل الزواحف والسحالي التي تضحي بأطرافها من أجل النجاة!
ما حدث مع أبطال هذه القصص ليس نسجا من خيال أو مشهدا من فيلم رعب "هوليودي أو بوليودي" مبالغ فيه، بل واقع اضطروا له، للبقاء على قيد الحياة، ولعل من أكثر الحالات رعبا وألما، التي تتجسد فيها اللاإنسانية، ما حدث مع الفلاح الصيني تشانج يان لينج الذي أصيب بجلطة تسببت له في شلل رجله اليمنى ونتيجة لفقره أهمل علاجها حتى تفاقمت حالته وأكلت الغرغرينة ساقه ودبت الديدان فيها، وعندما ذهب للمستشفى أخبروه بضرورة بترها بعملية ستكلفه 300 ألف يوان لا يملك منها سوى 20 ألفا. لم تقف مأساته عند هذا الحد فقد أخبره الطبيب أن رجله اليسرى أيضا متضررة وقد تصل لحالة اليمنى نفسه، اسودت الدنيا في عينيه وعاد لمنزله والحزن يملأ قلبه، لم يكن أمامه سوى طمأنة زوجته وعندما دخلت لتنام، كان قد عزم الأمر فتسلل إلى المطبخ وأحضر سكينا ومنشارا ثم قام بربط رجله من فوق مفصل الركبة ووضع قطعة خشب ملفوفة بقماش في فمه وبدأ بتقطيع لحم رجله حتى وصل العظم، ثم قطعه بالمنشار ورأى رجله تسقط أمامه في منظر مأساوي مفجع. ضمد جراحه وحاول إيقاف النزيف، واستغرقت العملية 20 دقيقة مرت عليه كسنين كما يقول! وفي الصباح عندما استيقظت زوجته فوجئت بالدماء تحيط به وساقه مرمية أمامه، وصل الخبر إلى وسائل الإعلام وانتشر في أرجاء الصين وانطلقت حملة جمع تبرعات لعلاجه، ولكن أحد المستشفيات تبرع ببتر ساقة اليسرى ليس حبا ولا شفقة، وإنما من باب الدعاية المجانية فقط في أقبح صور الاستغلال!
أما الطبيب السوفييتي ليونيد إيفانوفيتش فقد كان الطبيب الوحيد في بعثة العلماء السوفييت المتجهة إلى مركز الأبحاث في القارة القطبية في عام 1961، وأثناء عمله شعر بآلام حادة ومغص، ولم يكن من الصعب عليه تشخيص حالته وأنه مصاب بالتهاب في الزائدة الدودية، وبما أنه الطبيب الوحيد في البعثة فقد قرر أن يجري العملية لنفسه بمساعدة أعضاء البعثة، كتب ليونيد خطوات العملية لمرافقية حتى يتمكنوا من عمل اللازم لو فقد وعية وبالفعل خدر نفسه بمخدر موضعي وأمسك أحد أفراد البعثة المرآة ليتمكن الطبيب من رؤية مكان العمليه ثم بدأ جراحته الذاتية، بشق بطنه وسط ذهول الطاقم، استغرقت العملية ساعتين فقد وعيه فيها أكثر من مرة، لكنه أتمها بنجاح. للحديث بقية

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي