رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


موسم الحج .. عبادة وثقافة

حينما عزمت على الكتابة عن نجاح موسم الحج لهذا العام فكرت في جانب جديد أتطرق منه لهذا الموضوع الكبير الذي تناوله الإعلام محليا وإقليميا وعالميا من جميع الجوانب، فوجدت أن شعار "موسم الحج عبادة وثقافة" هو المدخل لهذا الجانب المهم فكون الحج عبادة يتحدث فيه علماؤنا الأفاضل الذين يعتبرون المرجع الأول للعلوم الشرعية في العالمين العربي والإسلامي، وهم يقومون بذلك على أكمل وجه، أما كون موسم الحج ثقافة فقد تجلى في هذا العام، حيث برزت شواهد سأحاول الإلمام بها ما استطعت، فهذا التجمع الكبير الذي وصل إلى نحو مليونين ونصف المليون من البشر من مختلف الأعراق ويتكلمون لغات مختلفة ساد بينهم انسجام تام بل محبة حتى لرجال الأمن الذين تتشكل صورتهم النمطية في معظم دول العالم في القسوة والصلف على عكس ما شاهدنا في العلاقة بين رجال الأمن والحجاج كبارا وصغارا رجالا ونساء، ولقد نشرت مقاطع مؤثرة جدا لرجل أمن يتخلى عن حذائه لحاجة كانت ترتدي قطعا من الكرتون ورجل أمن آخر يقبل طفلة وتقبله ورجل أمن ثالث يحمل حاجا مسنا على ظهره لإسعافه، وغير ذلك من اللقطات التي تسجل ثقافة أن العمل في موسم الحج يتعدى كونه وظيفة رسمية ليكون أخوة وتفانيا وحبا للمساعدة وإذا تطرقنا لهذا الجانب فإن المتطوعين والمتطوعات والكشافة قد ضربوا أروع الأمثلة؛ حيث تركوا أهلهم ومنازلهم وقضاء العيد مع أسرهم في مختلف مناطق البلاد وهبوا للعمل الجاد بلا مقابل فكان لابتساماتهم مع الحجاج إظهار لثقافة المحبة لدى الشعب السعودي عامة، ومن جانب العواطف انتقل إلى ثقافة إتقان العمل فنجاح موسم حج هذا العام الذي يدار بأيد سعودية يؤكد أن ثقافة إتقان العمل لدى السعوديين قد بلغت أعلى المراتب فهم لا يرضون بأنصاف الحلول وإنما ينشدون الأعلى والأفضل دائما وظهر ذلك في تنفيذ الخطط التي وضعت بدقة عالية، كما أن ثقافة الأخذ بالتقنية الحديثة قد ظهرت واضحة في موسم حج هذا العام مع وعد بمزيد من التقنية في الأعوام المقبلة، ولعل الجانب الإعلامي قد حظي بنصيب من ذلك وإن كانت شهادتي حوله مجروحة فلقد وجدت وزارة الإعلام عبر قنوات متعددة بما فيها البوابات والحسابات الرقمية كما أنشأت مركزا إعلاميا موحدا للجهات الحكومية في منطقة مكة المكرمة مع إعداد خطة إعلامية متكاملة، ما حقق أرقاما عالية في استضافة الصحافيين الدوليين وإنتاج مواد إعلامية بثت على مختلف قنوات التواصل الاجتماعي بمختلف اللغات وغير ذلك من الجهود التي أسهمت في إبراز موسم الحج محليا وإقليميا وعالميا.
وأخيرا: الحمد لله الذي حول الحج من رحلة يصطحب فيها الحجاج الزاد والسلاح والأكفان إلى رحلة مريحة وآمنة والتهنئة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والقيادات الأخرى خاصة رجال الأمن والصحة والمتطوعين والمتطوعات على هذا النجاح الكبير لموسم الحج الذي أصبح ثقافة إلى جانب كونه ركنا من أركان الإسلام ولنعمل جميعا على إبراز ثقافة المحبة والتفاني في العمل واستعمال التقنية بصورة أكبر لتحقيق الأهداف ونقل هذه الثقافة لأعمالنا كل في مجاله، ونشر ثقافة التطوع وإدارة الحشود وهما مجالان لا يجارينا فيهما أحد كما ظهر في مواسم الحج وفي المناسبات الأخرى المماثلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي