شطرنج الأفكار
المشكلة أن خطابنا العربي الإعلامي والمدرسي والمؤسسي لا يستطيع أن يقدم بديلا لخطاب الماضي؛ لأنه لا يملك خطابا آخر أكثر حداثة يمكنه أن ينافس سحر الماضي، فالحضارة الإسلامية العربية بكل منجزاتها تحمل مقومات الإبهار والجمال وبصمات الأصالة والتفوق، أما الحاضر فمشوش، غائب، صنعه لنا غيرنا، وشاركنا فيه كمستهلكين، وليس كصانعين ومبدعين. ولذلك كله يغدو من الضروري أن يقوم أصحاب القرار بالاستفسار والبحث وتقديم الحلول الواقعية حول الطريقة التي يمكننا بها المشاركة في صنع المستقبل. فليس ضروريا أن نكون قادة ورواداً في المجالات التي تفوق فيها أجدادنا، وليس من الضروري أن نحصر ما يمكننا فعله في هذه المجالات فقط، بل ينبغي إعداد المبدعين في مجالات أخرى، وهذا لا يتأتى إلا بإدراك مواطن ضعفنا، وماذا يمكن أن نقدمه، وبالتخطيط ووضع استراتيجيات متكاملة تتميز بواقعيتها، ويلتزم منفذوها بالأمانة والصدق والمتابعة المستمرة.