إضاءة الأرواح المنطفئة
عملت في إدارة قبل عدة سنوات تضم موظفا غير ملتزم. وجه له أكثر من إنذار بالفصل إثر حضوره المتأخر وعدم دوامه أحيانا. حاول رؤساؤه على مدى عدة سنوات علاج موضوع انضباطه في الحضور بيد أنهم لم يوفقوا. منحوه فرصا عديدة نظرا لبراعته في تخصصه دون جدوى. بعد أن تفاقم الوضع أحيل موضوعه إلى إدارة شؤون الموظفين. كلفت هذه الإدارة أحد إخصائيها لإدارة هذا الملف المزمن. عقد معه هذا الإخصائي عدة اجتماعات أسفرت عن إحالته إلى عيادة طب نفسي. واكتشف الطبيب المختص أن الموظف مصاب باضطراب في النوم ولديه بعض التحديات النفسية. أدت هذه النتيجة إلى اتفاق بين إدارة الموظف وشؤون الموظفين على تغيير موعد دوامه. يكون دوامه مسائيا حتى يتجاوز تحديات الأرق الشديدة التي يعانيها. بعد تطبيق هذا الأسلوب مع هذا الموظف تحسن أداؤه بشكل لافت. وأصبح مواظبا وملتزما بالدوام. أثمر تغيير موعده إلى زيادة ملموسة في إنتاجه ودوره في الإدارة التي يعمل بها.
تعلمت من تلك التجربة التي عاصرت بعض فصولها أن أفضل طريقة للتعامل مع الآخرين هي الإصغاء لهم والاستعانة بالمتخصصين لمساعدتهم. فربما لو تهورت الجهة التي كان يعمل بها ذلك الموظف وفصلته لخسرت موظفا جيدا كان يحتاج إلى اهتمام ورعاية ليتجاوز التحديات التي يرزح تحت وطأتها.
القادة الخلاقون ليسوا أولئك الذي يستثمرون رفاقهم المميزين، وإنما الذين يوقظون الضوء في أعماق المنطفئين ويدفعونهم إلى نفض غبار الماضي وتشكيل مستقبل جديد متوهج.
هناك دائما كلمة مرور سرية لأي شخص إذا اكتشفناها استطعنا إشعال جذوة حماسه. كل شخص لديه مفتاح. عندما تعثر على هذا المفتاح ستصل إلى قلبه وروحه وتتمكن من التواصل معه بكفاءة وفعالية.
لا يوجد أحد سيئ بالمطلق. لكن ربما لم نستطع اكتشاف هذه اللغة المشتركة، التي تجعلنا نتواصل ونتصل معه كما ينبغي. تخيل أنك تتحدث مع شخص لا تجيد لغته ولا يجيد لغتك. النتيجة ستكون مخيبة ومحبطة. تعرف على الآخرين واقترب منهم وحتما ستكسبهم.