أول طريق سريع شمسي

ستصبح الصين قريبا موطنا لأول الطرق السريعة الشمسية على الإطلاق، وهو طريق جينان السريع، الذي تم بناؤه كطريق شمسي باستخدام الخرسانة الشفافة والألواح الشمسية وطبقة ثالثة إضافية أسفل الألواح للحفاظ على جفافها.
لم تعد أسطح ونوافذ المباني هي المساحات الوحيدة التي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة الشمسية. حيث بدأت الصين في بناء أول طريق شمسي سريع في البلاد يتم فيه وضع الألواح الشمسية تحت خرسانة شفافة.
وقد بدأ بناء هذا الطريق السريع الشمسي الأول في العالم في مدينة جينان في مقاطعة شاندونج شرقي الصين، وتم تحديد موعد افتتاحه لاستخدام الجمهور في كانون الأول (ديسمبر) من هذا العام. واستخدمت الألواح الكهروضوئية، التي تبدو كأنها قطع من الزجاج، في تعبيد الطريق السريع لمدينة جينان، ويمكنها تحمل شاحنات متوسطة الحجم ذات قوى احتكاك كبيرة.
وفي ظل القدرة على توليد الكهرباء في وجود أشعة الشمس، يمكن للطرق الكهروضوئية أن تمد السيارات الكهربائية التي تمر عليها بالكهرباء. كما أنها ستكون قادرة على إذابة طبقة الثلوج الشتوية على الفور من فوق الطريق. كما تم تصميم الطرق، حيث توفر الدعم الفني للمركبات دون سائق في المستقبل.
وقد تم الانتهاء من أول جزء تجريبي من طرق الصين، التي تستخدم فيها التقنية الكهروضوئية المتكاملة، في أيلول (سبتمبر) 2017. وتم تزويد هذا الجزء التجريبي، الذي يبلغ طوله 160 مترا ومساحته 660 مترا مربعا، بالشاشات لإظهار الطاقة المولدة. كما بدأت الاختبارات الخاصة في طريق كهروضوئي آخر في شاوشينج في مقاطعة تشجيانج في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017.
ويبلغ طول هذا الطريق الشمسي كيلومترين "1.2 ميل"، ويعد امتداد الطريق مدينة جينان السريع، ويتكون من ثلاث طبقات. طبقة من الخرسانة الشفافة تحمي مجموعة من الألواح الشمسية ذات حجمين تقع أسفل منها، وتشكل الطبقة الثانية، وتحت الألواح الشمسية توجد طبقة لعزل الطبقتين السابقتين عن الأرض الرطبة. وقد تم الانتهاء من تشييد الطريق، ولم يتبق الآن سوى مسألة توصيل الطريق بالشبكة، التي من المتوقع أن تنتهي بحلول نهاية العام مع الانتهاء من الجزء الجنوبي من طريق جينان السريع.
ويعد هذا الجزء الخاص من الطريق الدائري الجنوبي لجينان ـــ بطول كيلومترين (ميل وربع) ــــ أول طريق سريع شمسي في العالم، وكان من المقرر أن يبدأ التشغيل بحلول نهاية عام 2017. ويحتوي هذا الجزء الخاص على ثلاث طبقات: طبقة سفلية عازلة لمنع الرطوبة من الوصول إلى الأجهزة الضوئية في الطبقة الوسطى، والجزء العلوي وهو طبقة واقية مصنوعة من الخرسانة الشفافة.
وقد حظيت مشاريع مماثلة في جميع أنحاء العالم باهتمام إعلامي كبير، وظهرت في عديد من العناوين الرئيسة، وأثيرت أسئلة كثيرة حول جدوى تكلفة هذه التجارب. وقد بدأت البحوث الخاصة بالطرق الشمسية في الولايات المتحدة في عام 2006. إلا أن أول طريق شمسي للمشاة والدراجات فقط، تم تشييده في هولندا عام 2014. بينما تم تركيب الألواح الشمسية على بعض الطرق في ألمانيا وإيطاليا، وأطلقت فرنسا مشروعا لبناء طريق شمسي بطول 966 كيلومترا خلال خمسة أعوام.
ولا يعد هذا الطريق أول طريق شمسي عملت عليه الصين. ففي وقت سابق من هذا العام، قامت شركة تطوير النقل التجارية التي تتولى حاليا تنفيذ مشروع طريق جينان الشمسي ببناء طريق شمسي طوله 160 مترا "0.09 ميل" في مدينة جينان نفسها. والطرق الشمسية قادرة على تسخين نفسها لإزالة الثلج والجليد من فوق الطريق السريع، وربما يوما ما تصبح قادرة على شحن السيارات الكهربائية لاسلكيا. ومن المتوقع يوما ما أن يتم تجهيز الطريق السريع الشمسي الجديد الذي نتحدث عنه بهذه الميزات نفسها.
ويتكون سطح الطريق من بلاطات وصفت أنها "شفافة وتتحمل الأوزان" وتسمح لضوء الشمس المرور خلالها. وتغطي هذه البلاطات مساحة تضم ما يقرب من 1.5 فدان. وتزعم شركة تطوير النقل المنفذة لهذا المشروع أن هذا الطريق المولد للطاقة الشمسية يمكن أن يولد مليون كيلووات/ ساعة من الكهرباء، وهو ما يكفي لتلبية متطلبات الطاقة لنحو 800 أسرة. وفي الوقت الحالي ستزود الطاقة المتولدة من هذا المشروع مصابيح الطريق السريع ولوحات الإعلانات وكاميرات المراقبة ومداخل بوابات تحصيل الرسوم بالطاقة اللازمة للتشغيل. بينما سيتم نقل الطاقة الزائدة إلى شبكة جينان المحلية.
وعلى الرغم من الشكوك المثارة حول فعالية هذا المشروع، فإن طريق جينان الشمسي يوضح نمو مصادر الطاقة المتجددة في الصين، ويبرز أنها أصبحت الآن أكبر منتج للطاقة الشمسية في العالم.