المصافحة وقواك العقلية
ليست مجرد أيد تتلامس وأصابع تلتف على بعضها بعضا، تلك الحركة البسيطة (المصافحة) التي يقوم بها معظم أفراد شعوب العالم منذ القدم تلقائيا عندما يتقابل شخصان لتبادل التحايا، فأيديهما التي كانت معتادة على حمل السلاح عندما تُمد من دونه يدل على حسن النوايا والسلام، ومع هذا لم يتركها الباحثون تمر مرور الكرام، بل درسوا معانيها ودلالاتها الاجتماعية والنفسية وحتى الصحية!.
راحة الكف مكان المصافحة من أجزاء الجسم الحساسة ولهذا يمكن لنا أن نفهم مشاعر الطرف الثاني من خلال هذا القرب والتلامس فنعرف إن كان قلقا أو عديم ثقة أو محبا، كما أن الطرف الآخر يمكن أن يستغل المصافحة ليظهر مدى قوته وتفوقه من خلال طريقة مصافحته وقبضة يده!.
يؤكد الخبير التشيكي بالإتيكيت "لاديسلاف شباتشيك"، صعوبة التعرف على شخصية الطرف الآخر من خلال مصافحة واحدة، ويرى وجوب عدم المبالغة في شأن أهميتها فهي تكشف أكثر عن مزاج الشخص ومشاعره في تلك اللحظات وليس مواصفات شخصيته!.
كما تكشف المصافحة عن جانب مهم من الانطباع الأول الذي يقدمه الشخص عن نفسه الذي يدوم ويؤثر في العلاقات بشكل كبير، يتبدل ويتغير شكل المصافحات حول العالم ومدى تأثيرها في كل شيء، لتعكس عادات الشعوب وتقاليدها. ففي بريطانيا نوعية مصافحتك قد تضمن لك الحصول على عمل أو قد تكون سببا في فقدانك له، فقد أثبتت دراسة نتائجها في منتهى الغرابة أن واحدا من كل خمسة بريطانيين يفقد وظيفته لأن مصافحته لرب عمله ليست على المستوى المطلوب!.
وأظهرت الدراسة أن 18 في المائة من أرباب العمل في بريطانيا يتجنبون توظيف أصحاب "المصافحة المرتعشة التي تعرف باسم "السمكة العرجاء" ويعتقد 36 في المائة من البريطانيين أنها تعكس سمات العصبية والانطواء!".
وعلى عكس المتوقع أثبتت دراسة ألمانية أن الروائح التي تنتقل بين المتصافحين تؤثر في علاقات الأشخاص من الجنس نفسه أكثر من الجنسين المختلفين، حيث وجدت أن أغلب الألمان يشمون أيديهم بعد المصافحة بعدة طرق بينت تأثير حاسة الشم والروائح التي تنتقل بعد المصافحة في العلاقات الشخصية! أما أحدث وأغرب دراسة فقد ربطت بين طريقة مصافحتك وقواك العقلية في مراحل الحياة المختلفة، فأصحاب المصافحة القوية يتميزون بالقدرات العقلية والذاكرة المتقدمة في مرحلة البلوغ، ومن خلال طريقة مصافحتك يمكن تقييم التغيرات المحتملة في قدراتك العقلية في منتصف العمر والشيخوخة!، ويربط الباحث بين قوة العضلات وصحة الدماغ، فهل من الممكن تطوير الدماغ من خلال تقوية العضلات؟!.
أنا شخصيا أعتقد ذلك من خلال الرياضة والغذاء المتوازن دون مكملات.