رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


القمة العربية .. في المملكة العربية السعودية

تفتتح اليوم الأحد القمة العربية في دورتها الـ 29 في السعودية، والعرب يعرفون حينما تعقد القمة العربية في الأراضي السعودية، فإنهم جميعهم يتوقعون قمة عربية ناجحة تحقق ــ على الأقل ــ الحد الأدنى من طموحات الشارع العربي.
ورغم أن جدول أعمال القمة مليء بالقضايا الشائكة والساخنة التي تعانيها أمتنا العربية في هذه الأيام، إلا أن بعض القضايا يجب أن تحظى من القمة على اهتمام أكبر من غيرها، ونذكر ــ على سبيل المثال ــ الصواريخ الإيرانية البالستية التي ترسلها الميليشيات الحوثية على بعض المدن السعودية ستكون من أهم الموضوعات التي ستناقشها القمة وتتخذ بشأنها القرارات اللازمة والحاسمة، لأنها من القضايا التي لو تركت، فإنها قد تتسبب في اندلاع حرب إقليمية مدمرة في المنطقة العربية برمتها.
ولذلك فإن مجلس الأمن الدولي استشعر خطورة الموقف واتخذ عديدا من القرارات التي تدين الحكومة الإيرانية التي زودت الميليشيات الحوثية في اليمن بالصواريخ الإيرانية البالستية لضرب المدن السعودية الآمنة.
ومن ناحيته فإن الأمير محمد بن سلمان طرح هذه القضية بقوة في كل حواراته السياسية والإعلامية إبان وجوده في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا.
وفي هذا الإطار استقبل الأمير محمد بن سلمان في مقر إقامته في الولايات المتحدة مندوبي الدول الخمس الدائمين في مجلس الأمن وهم: فرنسا، وأمريكا، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وأكد لهم ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته ويقرر مزيدا من العقوبات السياسية والاقتصادية على إيران، وهذا الإجراء إذا اتخذه مجلس الأمن، فإنه سيبعد شبح الحرب المسلحة في منطقة الشرق الأوسط.
ولقد أكد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية ملتزمة بالمواثيق الدولية، وحريصة على التعاون مع الأمم المتحدة بما يدعم مساعي الأمن والسلم الدوليين.
وكان الأمير محمد قد التقى قبل لقائه الأعضاء الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن، أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة ودار الحديث بينهما حول أهمية تطبيق مبادئ وقوانين الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن المشكلات التي ترتكبها إيران في الشرق الأوسط تتعارض مع قوانين المجتمع الدولي.
وإذا كان مجلس الأمن قد اتخذ مجموعة من التدابير والقرارات الصارمة تجاه التصرفات الإيرانية الرعناء، فإنه يتعين على القمة العربية أن تتصدى لهذه الاعتداءات الإيرانية الغاشمة وتصدر قرارات عربية أكثر حدة وجسارة، ذلك لأن الجامعة العربية هي المسؤولة عن الأمن والسلم في الدول العربية، بل إن ميثاق جامعة الدول العربية يعتبر أن أي عدوان على أي دولة عربية هو عدوان على كل الدول العربية مجتمعة، بمعنى أن ميثاق جامعة الدول العربية يكلف جميع الدول العربية بالوقوف ضد العدوان الإيراني على الأراضي السعودية، وضد النفوذ الإيراني في جميع الدول العربية، ونخص بالذات النفوذ الإيراني في لبنان وسورية واليمن والعراق.
ولذلك فإننا نتوقع موقفا عربيا قويا تجاه العدوان الإيراني على جميع الدول العربية، خاصة على السعودية، حيث إن إيران استخدمت الميليشيات الحوثية في العدوان على الأراضي السعودية، بما يعرض هذه المنطقة لخطر اندلاع حرب إقليمية مدمرة.
والواقع أن العربدة الفارسية في شؤون بعض الدول العربية لا تحتاج إلى دليل أو برهان، وهذا حزب الله الإيراني في لبنان وفي سورية يعلن عن نفسه في كل صغيرة وكبيرة، كما أن النفوذ الإيراني في العراق واليمن واضح وضوح الشمس في رائعة النهار.
إزاء ذلك فإنه يتعين على القمة العربية أن تتحرك ضد العربدة الإيرانية في شؤون عالمنا العربي الذي تضرر كثيرا من الفتن والحروب الطائفية التي أشعلتها إيران في عدد من الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية.
ويعد المشهد السوري دليلا على أن إيران تلعب دورا مستمرا لعدم الوصول إلى اتفاق سلام عادل ودائم في سورية، كما أن حكومة الملالي تدعم حكومة الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ضد الشعب السوري الأعزل.
وبصورة عامة نلاحظ أن الحرب الأهلية في ليبيا تحركها إيران بأصابع شيطانية، وكلما اقتربت الوطنية العربية إلى حلول وسط، تحرك إلإيرانيون للحيلولة دون التوصل إلى اتفاق سلمي ينهي الحرب التي بدأت منذ خمس سنوات وما زالت مستمرة، ومن ناحية أخرى فإن اليمن دخلها الإيرانيون وأشعلوا فيها الفتن حتى أصبحت كل الأراضي اليمنية مسرحا لحرب أهلية تطحن الجميع، أما سورية فإن الدور الإيراني بدأ مع حكومة الأسد الأب الذي رحب بالنفوذ الفارسي ضد إرادة الشعب السوري وضد إرادة العرب جميعا، وها هي سورية تدفع ثمن خطأ جسيم ارتكبه الرئيس الأسد الأب وورثه لابنه بشار الذي تعاون مع حزب الله لتدمير الشعب السوري الأعزل.
إننا نتمنى من القمة العربية أن تتخذ من القرارات ما يمكن جميع الدول العربية من إخراج إيران من أراضيها حتى تنعم هذه البلاد في سلم وأمن واستقرار، ودون أن تتخذ القمة العربية قرارات قاطعة بطرد النفوذ الإيراني من جميع أراضي الدول العربية فإن الحروب العربية العربية ستستمر ما استمر النفوذ الإيراني في ليبيا وسورية ولبنان واليمن والعراق، والبقية تأتي!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي