هوس التصوير وخدمة العدو
وقفت قوات الدفاع الجوي السعودي في وجه كل الصواريخ التي أطلقتها جماعة الحوثي على المدن السعودية وأسقطتها تباعا دون أي أثر على الأرواح والممتلكات، ونجحت نجاحا باهرا أذهل كثيرا من وسائل الإعلام الغربية، وكل هذا بفضل -الله سبحانه وتعالى ومنته- ثم بفضل التدريب والإمكانات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لقطاع الدفاع الجوي.
ومع هذا التصدي الباهر للصواريخ الذي أبهجنا سعوديين ومقيمين في هذا البلد الطاهر، وجعلنا نؤمن بقدرات أبطالنا في كل القطاعات العسكرية إلا أن هناك أمرا مقلقا ومستفزا ألا وهو تصوير البعض لمقاطع الصواريخ وسقوط شظاياها بعد تدميرها وبثها في مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا الفعل -أي التصوير- يخدم عدونا ويقدم له الإحداثيات التي يمكن أن يستفيد منها، لا نشكك في وطنية من يصور وحرصه التام على أمن بلده، ولكنه الجهل وحده الذي يدفعنا إلى خدمة عدونا دون أن نعلم وفي غفلة من أنفسنا، هذه المقاطع تتداولها وسائل الإعلام المعادية في قطر وفي كل مكان لإيران موضع قدم فيه، وأصبحنا بما نقدمه من مقاطع وبثها في مواقع التواصل الاجتماعي مراسلين ميدانيين للأعداء نقدم لهم يد العون.
هؤلاء المهووسون بالتصوير، دفعهم الجهل وحده إلى الاصطفاف مع العدو وخدمته لمواصلة أفعاله العدوانية التي يمارسها ضد المدنيين في السعودية، هؤلاء يرتكبون جرما في حق أنفسهم وفي حق بلدهم ووطنهم، ولا فائدة يمكن أن يستفيد منها الوطن من تلك المقاطع التي يتسابقون على تصويرها وتهويلها أحيانا وبثها للجميع في "تويتر" و"سناب" وغيرهما من المواقع.
علينا مواطنين ومقيمين الشعور بالمسؤولية، وأن نكون عونا لرجال الأمن وأن نتوقف فورا عن تصوير المقاطع وبثها وإن تم تصويرها علينا أن نحتفظ بها في أجهزتنا وألا نبادر في بثها بما يخدم عدونا ويلحق الضرر بنا وبوطننا، أيضا الجهات المسؤولة والأمنية مطالبة بتجريم مثل تلك الأفعال ومعاقبة كل من يمارسها إن لزم الأمر، فأمن الوطن خط أحمر لا يمكن أن يتم تجاوزه حتى لو كان "الجهل" دافعه الوحيد.