حيوانات حكمت البشر
لا تستهن بمخلوق مهما صغر أو بدا قبيحا، أو كان أقل منك رتبة في سلم تصنيف الكائنات الحية، فقد يكون يوما رئيسك في العمل، أو عمدة بلدتك، أو رئيس شرطة، منصب أنت بذاتك لا تستطيع أن تحلم به مجرد حلم!
قد يترشح أحدهم لمنصب ما وتستغرب وجوده لعدم كفاءته أو ملاءمته للمنصب، ولكن أن ترى اسم حيوان مرشحا، فهذا الذي لا يتقبله عقل.
ظاهريا، الموضوع غير مقبول، ولكن في الواقع، الأمر له أبعاد أكثر مما نظن، فبعض البشر يقوم بترشيح حيوان ما، إما بغرض الدعاية الإعلامية، أو كشكل من المعارضة، أو للترويج لقضية ما، أو للتقليل من شأن مرشح غير مرغوب فيه، وهزيمته!
مثلا، ولاية نيوهامبشير الأمريكية لديها أقل المتطلبات اللازمة لتدرج اسمك في قائمة الاقتراع الأولي للترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة، وربما هذا ما جعل العاملين بمزرعة بنسون للحيوانات البرية يحاولون الدفع بغوريلا تدعى "كولوسس" للترشح عام 1980، وحجتهم أن الدستور لم يذكر أن المرشح يجب أن يكون إنسانا!
كان الغرض الخفي من هذا الترشيح دعائيا بحتا، واستمر العاملون في الحديقة بأخذ الغوريلا إلى مكتب ولاية نيوهامبشير للتوقيع على الأوراق اللازمة، بينما أرسلوا شمبانزي يرتدي بدلة توكسيدو بيضاء للمكتب، بالإنابة عن "كولوسس"، ليعلن نيتها في الترشح. والصادم أن سكرتير عام الولاية رفض طلب "كولوسس"، ليس لأنها غوريلا، بل لأن عمرها أقل من 35 عاما.
وفي عام 2013، كان سكان مدينة زالابا المكسيكية قد سئموا من انتشار الفساد والمخدرات والعنف وانعدام القانون، ما دفع بهم لترشيح القط "مورس" عمدة للمدينة، للتعبير عن استيائهم. يقول أحدهم إن القط "ينام طوال اليوم ولا يفعل أي شيء"، ما يجعله مرشحا لائقا في عالم السياسة. وتضمنت الحملة الانتخابية صورا لـ "مورس" متثائبا، للدلالة على "خبرته التشريعية الوافرة"!
أما أكثر الحيوانات فوزا بمناصب سياسية في الولايات المتحدة، فهي الكلاب. ففي مدينة ديفايد بولاية كولورادو، فاز بمنصب عمدة المدينة كلب بوليسي اسمه "باكتل"، حاصلا على 2387 صوتا، متفوقا بذلك على ذئب وحصان وحمار وقط وقنفذ وخمسة كلاب أخرى!
شغل عديد من الحيوانات منصب عمدة المدينة، نظرا لأن المنصب يكون شرفيا، دون أي صلاحيات، يقوم مأوى الحيوانات في المدينة بتنظيم الانتخابات، مع تحصيل دولار واحد من كل ناخب، وعادة ما تجمع تلك الانتخابات مبالغ طائلة، وصلت إلى 38 ألف دولار عام 2016!
رشح أهالي مدينة لاجيتاس في السبعينيات، التيس "كلاي هنري" عندما لاحظ السكان أنه يشرب حتى 40 كأسا من البيرة، ما جعل بلدتهم محط أنظار السياح!