رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الرسالة الأخيرة .. من شباب العمل

وضعت تغريدة على حسابي في "تويتر" منذ أيام عن التعقيدات التي يواجهها شبابنا المتجه للعمل الحر، على الرغم من توجه الدولة لتشجيع هؤلاء الشباب بألا يركنوا للعمل الوظيفي الذي ظل هو مطلبهم خلال العقود الماضية، وقد لقيت هذه التغريدة تفاعلا كبيرا من الشباب أنفسهم، حيث تحدثوا عما يواجههم من عقبات في الحصول على التراخيص، حيث على الشاب أن يستأجر المقر للمقهى أو المطعم الذي سيبدأ العمل فيه والذي سيكون بطبيعة الحال على شارع رئيس وبإيجار مرتفع، ثم يؤثث ويجهز ويظل ينتظر الترخيص، ويتلقى الشروط واحدا ثم آخر وبينهما فترات زمنية متباعدة، وعداد الإيجار يعمل، والأثاث والديكور يتلف ويتقادم، والعمالة المرشحة بعد مقابلاتهم والاتفاق معهم من سعوديين وغير سعوديين ربما تبحث عن عمل آخر بعد طول الانتظار، إلا إذا اضطر لدفع رواتبهم، ما يحمله مزيدا من التكاليف. ومن الشروط التي ذكرها الشباب ما يتعلق بمواقف السيارات؛ فالمقاهي والمطاعم لها شروط خاصة، بحيث توفر موقفا لكل 15 مترا، بينما النشاطات الأخرى ومنها أماكن اللياقة الرياضية مثلا يطلب منها موقف لكل 50 مترا. والمعروف أن المواقف في مدننا غير متوافرة ومن غير العدل تحميل الشاب صاحب المطعم أو المقهى مسؤولية توفيرها كاملة وعلى المرور أن يجازي من يقف وقوفا خاطئا. وبعد شروط البلديات يحال الأمر إلى الدفاع المدني، وهذا أمر مطلوب، لكن ما الذي يمنع أن تبدأ إجراءات الدفاع المدني بالتزامن مع إجراءات البلدية، بحيث تكون النهاية أسرع وطلبات الدفاع المدني أحيانا تستغرق وقتا طويلا. وتأتي بعد ذلك إجراءات وزارة العمل وتأشيرات العمالة اللازمة، وهي غالبا في أضيق نطاق لأن الشاب نفسه وبعض الزملاء سيعملون بأنفسهم وهذا مؤشر جيد. ويجب أن يشجع عليها بسرعة إنهاء الإجراءات، بل بتخفيض الرسوم إن كنا نريد للشباب أن يعملوا فعلا في الأعمال الحرة.
ومن التفاعل الذي وجدته مع أن بعض الزملاء الكتاب يعترضون على الإشادة بإيجابية التفاعل إذا لم يكن مصحوبا بعمل فعلي ومعهم كل الحق في ذلك - أقول من التفاعل الذي وجدته أن حمد العمر المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي لوزارة الشؤون البلدية والقروية اطلع على التغريدة ووعد بعرضها على الوزير عبداللطيف آل الشيخ، وأكد أن الوزير حريص على تذليل كل العقبات التي تواجه شباب الأعمال فيما يتعلق بإجراءات البلديات، وسأنوه عن ذلك حينما تصلني الأخبار الطيبة.
وأخيرا: سألت أحد الشباب الذين واجهوا هذه الإجراءات المطولة والمتحمس جدا للعمل الحر أن يوجه رسالة للمسؤولين، فقال: اعلم أن كل مسؤول اطلع على معطيات "رؤية 2030" التي تقوم على إشراك الشباب في عملية التنمية بشكل أكبر لن يتأخر عن الإسراع في تذليل كل العقبات لكي يستمر هذا الحماس والاندفاع من الشباب والشابات، وإن لم يحصل ذلك فسنعود إلى دكة الانتظار للوظيفة المريحة والدوام القصير وستزيد بذلك نسبة البطالة، وهو ما لا نريده جميعا، ولكن الأمر فرض علينا بسبب إجراءات يمكن مراجعتها وتسهيلها بشكل متوازن لا يخل بجوهر النظام، ولا يضر في الوقت نفسه بالمستثمر الصغير الذي يخطو أولى خطواته بإمكانات محدودة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي