رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مراجعة كتاب «أهم شيء» للمستثمر

في ظل التصحيح والتذبذب الذي يحدث في الأسواق العالمية أخيرا رأيت أن قراءة ومراجعة كتاب من هذا النوع جاءت في الوقت المناسب The Most Important Thing. الكاتبHoward Marks مستثمر ناجح وكاتب معروف، فهو أحد مؤسسي Oaktree ورئيسها التنفيذي -شركة أصول تدير نحو 100 مليار دولار. كان حتى 2010 ولمدة عشر سنوات رئيس مجلس أمناء لجنة استثمار جامعة بنسلفانيا ولا يزال عضو مجلس إدارة جدوى للاستثمار. أهداني زميل الكتاب وأكملت قراءته في الوقت المناسب خاصة أنه يستهدف المستثمر "المتوسط". الكتاب في 20 بابا ومملوء بالنصائح العملية المسنودة نظريا ومكتوب بطريقة يسهل فهمها. لعل أفضل طريقة الاستناد إلى مراجعة نشرت وتبدأ بالاقتباس من كل باب ثم شرح المقصود في جمل قصيرة. نظرا لحجم العمود سأضطر لنشر المراجعة على أربعة أعمدة تقريبا. أعتذر عن صعوبة الترجمة أحيانا.
الباب الأول: "ليس هناك نصيحة واحدة تعمل لكل الظروف. البيئة العامة غير قابلة للتحكم ونادرا ما تعيد الظروف نفسها. الحالة النفسية تلعب دورا مؤثرا في الأسواق ولأنها تتغير بعنفوان يصعب الاعتماد على العلاقة بين السبب والنتيجة". "أهم شيء هو المستوى الثاني من التفكير، إذ لابد من تجاوز المستوى الأول من التفكير "الواضح في القفز لما يرى كثيرون أنه فرص استثمارية"، المستوى الأول يرى أن الظروف مواتية، بينما المستوى الثاني يرى أن الفكرة مستهلكة ولا تعطي الهامش الكافي للأمان. المستوى الأول يرى ظروفا غير مواتية ويبيع، بينما المستوى الثاني يرى أن المستثمرين ارتبكوا وباعوا إلى أن وصلت الأسعار إلى مستوى جاذب للشراء.
الباب الثاني: "الأسواق غير ذات الفعالية لا تعطي بالضرورة عوائد مجزية، بل في نظري تعطي المستثمر الفرصة في التسعير الخطأ الذي يسمح للبعض بتحقيق الربح أو الخسارة بناء على الاختلاف في المهارات". المهم أن نفهم فعالية الأسواق ومدى محدودية الاستفادة منها. أغلب الأسواق فعالة في أغلب الأوقات، ولكن ليس في كل الأحوال والأوقات. المستثمرون يسمحون بالطمع والخوف والعواطف الأخرى أن تهزم نظرتهم الموضوعية وهذا يقود إلى أخطاء معتبرة. المستثمرون الذين يعتقدون أنه لا يمكن التفوق على المؤشرات يتركون الفرص الناتجة من عدم الفعالية لمفكري المستوى الثاني. رصد عدم الفعالية في الأسواق مهم جدا لأنه يقود للتعرف على الفرص الواعدة لتحقيق الربح.
الباب الثالث: "المستثمرون الذين دون معرفة أو اهتمام بأداء الشركات، الأرباح الموزعة، أو التقييم أو إدارة الأعمال لا يمكن أن تتوافر لديهم القدرات اللازمة في الوقت المناسب". أهم شيء هي القيمة. يتحدث عن الفرق بين النمو والقيمة. النمو رهان على المستقبل - مستقبل يحفه عدم اليقين. ولذلك يمكن أن تشتري شيئا لا يتحقق. القيمة أكثر رتابة، حيث تدفع سعرا أقل لشيء أكثر قيمة وأقل مخاطرة من أن تدفع لمجرد رهان على ماذا عسى أن يحدث في المستقبل. أفضل قيمة حين تشتري النمو بسعر القيمة ولكن هذا لا يتوافر دائما.
الباب الرابع: "مهما تكن جودة الأصول يمكن أن تكون استثمارا سيئا إذا كان سعرها عال، وهناك أصول لا يمكن أن تكون استثمارا جيدا حتى لو أن أسعارها منخفضة. وهناك بعض الأصول السيئة التي لا يمكن أن تكون استثمارات جيدة حتى لو أن أسعارها انخفضت كثيرا" أهم شيء العلاقة بين السعر والقيمة. نفسية المستثمرين يمكن أن تشوه سعر الأسهم، فالاستثمارات في المدى القصير منافسة على الأكثر شيوعا. أخطر وقت لشراء استثمار ما حين يكون في ذروة الشيوع، حينها تكون كل المعلومات والافتراضات في السعر وكل من لديه استعداد قام بالشراء. الوقت الأمثل للشراء حين لا أحد يرغب فيه، حينها كل المعلومات السلبية والافتراضات منعكسة في السعر، فكل من يرغب في البيع اتخذ قراره. الشراء بأقل من القيمة الجوهرية أحسن طريقة موثوقة لتحقيق الأرباح.
سنشرح عدة أبواب قدر ما يسمح به العمود في الأسبوع المقبل. لابد من كلمه تحذيرية: الكتاب من النوع السهل الممتنع وقد يبدو أحيانا وكأنه مملوء بالترديد والإعادة ولذلك الاستفادة منه تحتاج إلى صبر ولكنها كبيرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي