رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


كُتاب الرأي .. مستشارون بالمجان

يتهمني البعض بأنني أعظم دور كتاب الرأي دائما، حيث أثني على من يصفهم بـ (قادة الرأي) كما فعلت وزارة المالية عند دعوتهم للقاء مع وزيرها.. ومن يستعمل تعبير (صناع الرأي) الذي يعتز به كتاب الرأي كثيرا.. واليوم كسبنا لقبا جديدا وهو (مستشارون بالمجان) الذي أطلقه الدكتور علي الغفيص وزير العمل والتنمية الاجتماعية في لقائهم معه يوم الأحد الماضي.. واستمر اللقاء أكثر من ساعتين تحدث خلالها الوزير وأركان وزارته عن مختلف الجوانب المتعلقة بقطاع العمل وأحسن الوزير صنعا، حينما قرر أن يكون لقطاع التنمية الاجتماعية لقاء آخر.. وخلال اللقاء استمع الوزير ونائبه ومساعدوه إلى أطروحات مفيدة من الزملاء، ما جعلهم يسجلون الملاحظات باهتمام ويناقشونها بعناية، ولتغطيتها بشكل أفضل اقترح أحمد الحميدان نائب الوزير أن يخصص لها ورشة عمل بين المسؤولين في الوزارة وكتاب الرأي.. وهنا علق الوزير بأن الوزارة قد كسبت مستشارين بالمجان.. وفي اللقاء الذي يصعب الإلمام بجميع مناقشاته في مقالة مختصرة انتقد بعض الزملاء برنامج نطاقات الذي طبقته الوزارة لكي تحقق نسبة أفضل في توطين الوظائف، لكنه أدى إلى بطالة مقنعة وسعودة وهمية وصاحبه استقدام مزيد من الوافدين.. وتمنى الجميع أن يعاد النظر في هذا البرنامج وغيره من سياسات سوق العمل في هذه المرحلة المهمة، وأن يركز مستقبلا إلى جانب الإحلال على توليد الوظائف.. وهنا نتذكر أن هناك هيئة يفترض أن تقوم بهذه المهمة لكن يبدو أن ولادتها قد تعسرت وتأخرت كثيرا، دون أن يعلم السبب.. وأشرت إلى ما طرحته في أكثر من مقال، وهو أن الشاب أو الشابة السعودية مهما كان المؤهل التعليمي الذي يحمله يحتاج إلى التدريب على ما يسمى سلوكيات العمل؛ لكي يقبل أو تقبل بالوظيفة عن قناعة وليس لرفع نسبة السعودة فقط.. كما أن من تدرب على سلوكيات العمل واقتنع بها سيباشر عمله بإقبال ورغبة، وقد يتساءل البعض وما (سلوكيات العمل) التي ركزت عليها كثيرا؟ فأقول إن لهذا التخصص علماء ومدربين أفضل مني في الإيضاح، لكنها بالإجمال بيان أهمية الانضباط في الحضور والانصراف وحسن المظهر وبناء العلاقات مع الزملاء في العمل والعملاء، وكيفية تنمية المهارات والتدريب واستغلال الوقت واكتساب الخبرة الصحيحة وكيفية زيادة الإنتاجية وغيرها من الجوانب.. ولقد أشار الوزير علي الغفيص إلى أن الوزارة مهتمة بذلك وستطور صندوق تنمية الموارد البشرية ليقوم بهذا الدور بدلا من أن يقتصر دوره على تحمل جزء من راتب الموظف السعودي في السنوات الأولى فقط.
وأخيرا: نأمل أن تسهم استشارات الكتاب التي تعكس رأي المواطن في المساعدة على وضع سياسات وبرامج عمل جديدة، وأن تسهم استشاراتهم أيضا في خفض فاتورة الاستشارات التي تضخمت كثيرا، وكتاب الرأي لا يريدون مقابل الاستشارات المخلصة التي يقدمونها إلا التفاعل من الوزراء والمسؤولين، بحيث تجد مقالاتهم تعليقا من الجهة صاحبة العلاقة بأن ما يطرحونه صحيح أو غير صحيح كما نصت التوجيهات السامية بهذا الخصوص.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي