كتّاب الرأي وحديث مع وزير المالية

لأول مرة يخصص لكتّاب الرأي لقاء مع مسؤول مهم في مناسبة مهمة.. فقد دعت وزارة المالية مجموعة من كتاب الرأي للقاء وصفته بـ"لقاء قادة الرأي" يوم الثلاثاء الماضي.. وجاءت الدعوة بصيغة راقية ومحفزة على تلبيتها.. وهذه الخطوة تؤسس لنهج إعلامي جديد لوزارة المالية للتواصل ليس فقط مع الصحافيين والإعلاميين، وإنما مع كتّاب الرأي للحديث عن موازنة الدولة بأبعادها المختلفة وعن الشأن الاقتصادي بصورة عامة.. والاحتفاء بهذه الخطوة من قبل وزارة المالية بالنسبة لنا معشر كتاب الرأي يأتي من كوننا لا نحبذ حضور المؤتمرات الصحافية، حيث تطرح الأسئلة الصحافية من قبل الزملاء الصحافيين، وإنما نفضل جلسة الاستماع للمسؤول للحصول على معلومات ليست للنشر مباشرة كما هي وإنما للاستفادة منها في كتابة مقالاتنا فيما بعد، وهذا ما يعرف بالتعبير الإنجليزي (OFF Record) وبصورة عامة فقد لاحظت فرحا كبيرا من الكتاب والإعلاميين بأن وزارة المالية قد فتحت النوافذ للإعلام، بعد أن وصفها بعض الزملاء في الماضي "بالصندوق الأسود"، ولقد كان حديث وزير المالية للكتاب الذي استغرق ساعة كاملة مفيدا ومقنعا إلى حد كبير رغم مشاغله واستعجاله لوجود مواعيد أخرى لديه؛ فيوم الثلاثاء الماضي كان يوم المالية ويوم الموازنة بامتياز.. ومن أهم ما استمعنا إليه من مؤشرات تدعو للتفاؤل أن ضبط الإنفاق المالي في الجهاز الحكومي يسير بشكل ممتاز وأن صندوق الاستثمارات العامة كما قال ولي العهد سيوجد مزيدا من الفرص الوظيفية، ويساعد القطاع الخاص على فتح مجالات جديدة للاستثمار، ويؤكد وزير المالية أن الصندوق سيكون شريكا للقطاع الخاص وجاذبا ومحفزا على الاستثمار في الداخل وليس صحيحا أنه سيركز نشاطه الاستثماري في الخارج.. وعن الضريبة المضافة قال إنها مشروع خليجي، وهي تعتبر أقل نسبة في العالم، ويصعب استثناء قطاعات كالتعليم والصحة منها لأن ذلك سيفتح باب الاستثناء لقطاعات أخرى.. وعن الرسوم على الوافدين أوضح الوزير أن الهدف منها ليس جباية الدخل، وإنما لتقليل الفجوة بين تكاليف العامل الوافد والسعودي وتعويض من سيرحل من الوافدين بنوعية أفضل، وشدد الوزير في أكثر من موضع على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقال إنه هدف استراتيجي لجميع قطاعات الدولة. ليس هذا كل ما قال الوزير. وإنما أحتفظ بالجوانب الأخرى لمقالات قادمة مثل بقية الزملاء.
وأخيرا: شكرا لوزارة المالية على هذه النقلة النوعية في التغطية الإعلامية الشفافة لصدور موازنة الدولة.. وقد استعملت كلمة موازنة لأن تعريفها يقول إنها تعني النفقات المتوقعة لعام وخطة العمل المستقبلية.. أما الميزانية فتكون فعلية، وهي توضح المركز المالي للدولة وقت إعدادها.. هكذا يقول أهل اللغة ولا تأثير للعنوان، إنما المهم المحتوى الجيد والواضح الذي يستطيع القارئ العادي والمحلل المتخصص أن يجد فيه ما يجيب عن أسئلته حول هذه الخطة التي تؤثر في جميع القطاعات وتمس حياة المواطن بشكل مباشر.