تعليم الفتيات .. ومستقبل أمة «2 من 2»
كانت مشاركة الفتيات في التعليم بنسبة التحاق الأولاد والفتيات نفسها في نظامنا التعليمي. بلغ عدد سكان إندونيسيا نحو 260 مليون نسمة، نصفهم من الإناث. وثمة مزايا اقتصادية هائلة نتيجة مشاركتهن الاقتصادية، فضلا عن دورهن الاستراتيجي في الأسرة.
في الوقت الحالي، يعمل ما يقرب من 45 في المائة من الأيدي العاملة في إندونيسيا لدى شركات صغيرة ومتوسطة الحجم. وهناك انتشار لهذه الشركات التي أنشأتها النساء، وتعادل زهاء 50 في المائة من إجمالي النشاط في هذا القطاع. ورغم أن مشاركة المرأة في القطاع الرسمي لم تتجاوز 32 في المائة، فإن مساهمتها كانت كبيرة في إيجاد الوظائف من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقد خلص أحد التقارير عن التنمية في العالم أخيرا إلى أن الاستثمارات الكبيرة في رأس المال البشري ستحفز النمو الاقتصادي على المدى البعيد وستعمم الرخاء على الجميع في البلاد. وفضلا عن ذلك، فقد أكد التقرير مرارا أن المدرسة دون تعليم تحول دون استفادة الطلاب من كل إمكاناتهم.
الرئيس جوكو ويدودو يفهم تماما أن الميزانية الكبيرة المرصودة للتعليم يجب أن تعززها عملية تعليمية فاعلة. فهي التي ستعد أبناءنا للفرص والتحديات المستقبلية، ولا سيما أمام الفتيات. وسيكون الارتقاء بجودة التعليم محط التركيز الأساسي، كتحسين إدارة المدارس، ورفع جودة المدرس، وعمليات التعليم والمناهج.
إن الحكومة ملتزمة بألا تسمح للعقبات المالية للأفراد أن تقف حائلا أمام مواصلة تعليم الأطفال. فعندما تواجه الأسرة مصاعب مالية، فإنها عادة تعطي الأولوية للأولاد عن البنات عندما يتعلق الأمر بفرص التعليم. وقد تم تقديم سلسلة من البرامج لدعم أكثر الفئات فقرا وضعفا. وتوفر مبادرة "بنتار" الرئيسة للتعليم في إندونيسيا الدعم المالي من ميزانية الدولة لنحو 20.3 مليون طفل وشاب تراوح أعمارهم بين 6 و21 عاما للمساعدة على الإنفاق على تعليمهم.
إن الاستثمار في رأس المال البشري سيفتح أبواب المستقبل المغلقة أمام أمتنا. ومع بداية مختلف الاختراعات التكنولوجية، سيتعين على أصحاب المواهب الإندونيسية تأهيل أنفسهم لوظائف الغد، وسيكونون هم المحرك الاقتصادي الرئيس نحو مزيد من النمو الشامل للجميع وتوسيع نطاق الطبقة المتوسطة. وتلعب المرأة دورا رئيسا في هذا الجهد الرامي إلى تشجيع الرخاء للجميع.
لقد فتحت الاستثمارات التي شهدها قطاع التعليم لعقود عديدة أبواب الفرص لكلينا لخدمة إندونيسيا، البلد الذي نحبه. وفي لقائنا الأخير في المدرسة، أبلغنا معلمينا المتشوقين تقديرنا لهم لنثر بذور المعرفة والإلهام. هناك عديد من النساء اللائي أثبتن أنهن يستطعن التفوق وفي الوقت نفسه أن يكن أمهات عظيمات لأطفالهن.
إن الحكومة تعمل بكد من أجل وضع أساس لأمتنا للازدهار بالاستثمار في رأس المال البشري في إندونيسيا، ونأمل أن يكون هناك مزيد من النساء القادرات على الأخذ بأمتنا إلى العصور الذهبية.