الاستقالة الجدلية
حصل ماجد الثقفي على درجة الهندسة الكيميائية وعمل في القطاع العام. لم يلبث فترة طويلة فانتقل إلى القطاع الخاص. وحينما لاحت أمامه فرصة الابتعاث، اقتنصها ودرس الماجستير في بريطانيا. بعد أن تخرج عمل قليلا في القطاع المصرفي ثم بدأ يفكر في استثمار الطفرة التقنية التي تعيشها المملكة. لكنه واجه رفضا من قبل بعض أفراد أسرته ومجتمعه، ناهيك عن صعوبة حصوله على التمويل. تحدث مع زميل له عن نيته في افتتاح شركة لتصميم التطبيقات فلم يتردد في الدخول بشراكة معه. بدأت تتبلور الفكرة. لكن تبقت مشكلة التمويل. قدما عرضا على شركاء صامتين محتملين ويطلق عليهم باللغة الإنجليزية Silent partners الذين رحبوا بالمشروع. ودور هؤلاء الصامتين هو الدخول شركاء بالمال. استقال ماجد دون أن يخبر أحدا خوفا من الدخول في سجالات بيزنطية عن سبب رحيله من وظيفة تمنحه الأمان الوظيفي والانتقال إلى ميدان غير مضمون قد يؤدي إلى نهاية مأساوية تتمثل في أن يكون مأواه وأسرته الشارع في حالة فشله تجاريا لا سمح الله. حدث السيناريو الأسوأ فشل تطبيقه الأول الذي استثمر فيه كثيرا من الوقت والمال. لم يجد هذا التطبيق قبولا وإقبالا. شعر أن أحلامه تتحطم أمامه. ماذا يقول لأسرته وشركائه؟ كيف يعوض الجهود والأموال التي صرفها طوال ستة أشهر مضت. كبر التحدي وتعلم من الدرس وعمل على تطبيق جديد مستوحى من لعبة الورق الشهيرة "بلوت" أطلق عليها اسم "آي بلوت". تعاقد مع أفضل المبرمجين على مستوى الوطن العربي ووضع معايير عالية. نجح التطبيق كثيرا. تم تحميله حتى اليوم أكثر من خمسة ملايين مرة، ويلعب أكثر من مليونين ونصف مرة في اليوم. فتح له هذا التطبيق باب الفرص.
كان يعتزم أن يتخصص في تطوير الألعاب لكن انتشار التطبيق الذي طوره جعل عديدا من الجهات الحكومية تطرق بابه. فتوسع وازدهرت شركته ويملك اليوم مع شركائه شركتين. إحداهما للألعاب وأخرى للخدمات.
خلال سنوات قصيرة طور مع فريقه أكثر من 90 تطبيقا وموقعا من بينها تطبيق سبق، ووزارة الخارجية، وجامعة الإمام، وموقع منشآت للهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وغيرها الكثير.
كل الذين عارضوا تفرغ ماجد للعمل الخاص سابقا يخطبون وده اليوم للاستشارة أو تطوير تطبيق أو موقع.
ثق بك، وستتفاجأ بنجاح لم يكن في الحسبان.