سلوكيات العنف لدينا
المناظر الصادمة لممارسات العنف الأسري من قبل البعض في المملكة وبقية الدول العربية صادمة للغاية. من الإنصاف الإشارة إلى أن المملكة أخذت خطوات إيجابية مهمة جدا للوقوف ضد هذه الممارسات.
الأسبوع الماضي عايش المجتمع حادثتين إحداهما في الدمام والأخرى في جازان. وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تفاعلت بشكل إيجابي مع القضيتين، وبذلت إمارة المنطقة الشرقية وإمارة جازان جهدا مساندا من أجل ضبط المتورطين في هذا الإيذاء.
لست بصدد التعليق على الحادثتين، لكنني أود أن أهمس في آذان الآباء والأمهات والأشقاء والشقيقات والأقارب الذين لا يزالون يمارسون العنف. إن ما كنا نعتبره في زمن مضى جزءا من السلوك التربوي، وأقصد بذلك الضرب والعنف والإيذاء الجسدي واللفظي، هذه الأمور أصبحت مرفوضة ولها بدائل تربوية حديثة. من المهم أن نعترف بوجود مشكلة لدى البعض في استيعاب هذا التغير. وهذا يتطلب تعويدا للنفس على الانخراط في هذه المفاهيم الإيجابية. أجزم أن إيجاد الهاتف رقم 1919 المخصص لمن يتعرضون للإيذاء كانت خطوة مهمة. لكن لا يزال كثيرون لا يعلمون بوجوده. المستشفيات التي ترصد ملامح إيذاء على أجساد الأطفال والنساء صارت ملزمة بالإبلاغ عن ذلك. الأمر نفسه ينطبق على المدارس. كل هذه الخطوات تسهم في تقليص العنف الأسري في المجتمع. المهم أن يركز كل إنسان على تعديل مفاهيمه التربوية، وأن يتأكد أن العنف ليس الوسيلة المثالية للتربية.
عندما تتعزز هذه المفاهيم، ستتقلص أيضا مظاهر وسلوكيات نشهدها في الشارع مثل تنمر بعض السائقين ورعونتهم ضد الآخرين.
تعديل المفاهيم فيما يخص الحقوق والواجبات مسألة مهمة تصوغ علاقتك بين ما هو لك وما يترتب عليك تجاه سواك. هذا الفهم يبدأ من داخل الأسرة، ويمتد صوب المجتمع.
بالمناسبة: تعديل المفاهيم وبناء المواقف الإيجابية ينبغي أن يكون سلوكا يوميا لدينا جميعا.