الحمَدين والحوثي ونصر الله .. «بيض» في سلّة الإرهاب الإيراني

الحمَدين والحوثي ونصر الله .. «بيض» في سلّة الإرهاب الإيراني
الحمَدين والحوثي ونصر الله .. «بيض» في سلّة الإرهاب الإيراني

يُكثّف إعلام الدوحة هذه الأيام حملات وتقارير مشبوهة تدّعي وجود تقارب سعودي-إيراني غير معلن. بغرض التهوين من عودة سفيرها الأخيرة المعلنة إلى طهران بعد عقود من العمل تحت طاولة الإرهاب، دعما لجماعاته المسلحة وميليشياته. حيث "الهرب إلى الأمام" والاحتماء بتزوير مواقف الغير، سمة بارزة من سِمات السياسة القطرية منذ تولي "الحمدين". وحتى هذه اللحظة التي يسيطران فيها على مقاليد الحكم، رغم واجهتهما السياسية المجددة؛ تميم الحاضر - الغائب، ووزير خارجيته التائه - المرتبك.

نقل المعركة

بينما لا ينقص السياسة السعودية في المقابل، الوضوح المفعم بالثبات اللازم، ومباشرة على لسان ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، محذرا طهران في ظهوره التلفزيوني الأخير من أن الخطوة القادمة ستكون "نقل المعركة إلى وسط إيران". إذا لم تكف هي ومن معها عن العبث بأمن المنطقة. بدءا من سورية والعراق ولبنان عبر وكيلها حسن نصر الله، وصولا إلى اليمن الذي لم يسلم من فتنتها وأذاها على يد ميليشياتها الحوثية، وبتدريب مباشر من قيادات حزب نصر الله المتمرّس في العمالة والإرهاب.

ذرّ الرماد

تصريح ولي العهد لا يحتمل التأويل، لا حاضرا ولا مستقبلا، وهو ما أكده كثير من التقارير المحلية والعالمية حينها ولا يزال، بوصفه رؤية مختلفة وحازمة لطبيعة التعامل مع النظام الإيراني وأذرعته في المنطقة. وفي المحصلة فأي محاولة من قبل النظام القطري ومكائنه الإعلامية المدفوعة، للتقليل من شأن السياسات السعودية في هذا الاتجاه، ليست إلا من باب ذرّ الرماد في العيون حتى لا تُرى سوءات ارتمائها الأخير، المعلَن من الجهتين، في أحضان المشروع الفارسي الطائفي.

تخبط سياسي

فمنذ إعلان المقاطعة والدوحة تحاول معالجة تخبطها السياسي بافتراءات لا منتهية. ومع ذلك يبقى موقف السعودية من طهران وحلفائها وميليشياتها في المنطقة بمن فيهم الدوحة، لا هوادة فيه وغير قابل للمقايضة. فقبل أيام قليلة وتحديدا في الرابع من سبتمبر مرّت ذكرى استشهاد جنود سعوديين وإماراتيين وبحرينيين في اليمن إثر عملية غادرة، لم يستبعد كثير من التقارير الاستخباراتية آنذاك ضلوع الدوحة فيها عن طريق تسريب معلومات عسكرية سريّة للحوثيين وقوات المخلوع، عبر طهران. حيث "الريموت كنترول" الذي يدير تسليح وتوجيه الإرهاب وعمليات لم تسلم منها مكة أطهر بقاع الأرض بصواريخ باليستية، طالما أفشلت الدفاعات السعودية خططها العابثة، وامتدادا لخيانات الحمدين التي لا يمكن استثناؤها من قائمة محاسبة إيران.

بؤرة الشر

تبقى طهران وثورتها المزعومة مركزا لأخطبوط الشرور. والتصدي لها يكون بقطع جميع الأذرعة التي تحاول توظيفها، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، للوصول إلى أماكن أبعد من قدرتها الحقيقية، بما في ذلك ذراع الدوحة بتفرعاتها الإرهابية وتخرصاتها الدعائية. وهذا تحديدا ما تأخذه دول التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن في الحسبان وتحديدا الدول الأربع المقاطعة لقطر والداعمة لمكافحة الإرهاب. حيث سلة الإرهاب واحدة، وخطر بيضها أو فراخها المُحتمَل، متماثل، أيا كان اللون والحجم. ولا سبيل إلى استثناء أحد منه، قريبا كان أم بعيدا.

الأكثر قراءة