رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


خريطة طريق .. للإجازة الصيفية القادمة

أكتب في كل عام عن الإجازة الصيفية قبل أن تبدأ، لكنني هذا العام أخرت الكتابة ليكون الموضوع استعدادا للإجازة الصيفية للعام القادم.. وتعمدت أن يكون المقال ساخرا؛ لأنه سيقرأ في إجازة العيد؛ حيث لا يتحمل القارئ مقالا جادا بالأسلوب الناقد الذي عرفت به مقالاتي.. أقول إنه بعد عودة العائلة من إجازة طويلة في الداخل والخارج، دعا عميدها إلى مؤتمر عاجل لتبادل الآراء حول خريطة الطريق للإجازة القادمة.. وقد انعقد المؤتمر تحت شعار "خريطة الطريق لقضاء إجازة صيفية ممتعة" وبدأت الوفود تصل.. أم العيال وأولادها.. ويسلم أحد الأبناء على أخته لكنه ينكر أن هذه المصافحة تعني "تطبيع العلاقات" بعد خلاف نشب بينهما من قبل.. وجاء رئيس المؤتمر "الوالد" الذي تهتز الأرض تحت قدميه ليسمع الآراء ثم يفعل ما يريد! قالت الأم: نذهب إلى الطائف التي تعتبر أحلى المصايف، إضافة إلى قربها من مكة المكرمة التي ستوجد فيها أمي المحترمة، وتحتاج إلى من يعتني بها ويكون بالقرب منها.. قاطع الابن الأكبر والدته بدون استئذان قائلا: بل نذهب إلى لبنان، حيث التفاح والليالي الملاح، وصوت البلابل يدعو إلى الانشراح، فنهره والده وطلب من الابن الأصغر أن يتحدث فقال: أريد أن نذهب إلى دبي رغم الحر الشديد لأشتري لي جهاز جوال جديدا.. وهنا قاطعته أخته الحكيمة العاقلة قائلة: يا أخي اطلب الجهاز الجديد يأتك بالبريد، ودعنا نذهب إلى لندن وباريس، حيث الأسواق والماركات العالمية، ولو أن التكلفة ستكون أكثر من الميزانية بشيء ليس بالقليل.
وما دام الأمر قد وصل إلى الميزانية، فقد تدخّل الوالد صاحب الكلمة النهائية قائلا: لا يوجد بند للإجازة في ميزانية العام القادم المصابة بالعجز؛ بسبب البذخ خلال إجازة هذا العام الطويلة، اللهم إلا إذا سمح الابن العزيز ببيع رقم سيارته المميز، الذي اشتراه بمبلغ 200 ألف ريال فقط.. والابنة العزيزة ببيع رقم جوالها الذي اشترته بمبلغ 50 ألف ريال لا غير! واختلفت الآراء، وانتهى المؤتمر دون اتفاق؛ لأن كل طرف متمسك برأيه، والقرار الأخير يعتمد على توافر الميزانية.
وأخيرا: قيل قديما: "إذا أردت أن تقتل موضوعا فشكل له لجنة"، والآن يجب أن يقال إن أردت ألا تنفذ أمرا فضع له خريطة طريق.. ولا بأس أن تعقد له "شوية مؤتمرات" على امتداد العام، لكي يضيع الطريق وخارطته من قدم الطرف الضعيف، ويبقى القوي هو المسيطر دائما على كل الطرق، وفي جميع الاتجاهات، كما هي الحال في قضايا العالم الثالث التي تتلاعب بها الدول الكبرى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي