رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


فحص الخضراوات .. بين الضرورة والترف

كتبت قبل مدة مقالا بعنوان "الغش في غذائنا.. خط أحمر" ومثل جميع الخطوط الحمراء التي سقطت لم أجد أي أثر أو تفاعل من الجهات التي تعشمت فيها التجاوب إيجابا أو سلبا. واليوم أعود لأكتب حول الموضوع نفسه أي الغش في غذائنا وبالذات الخضراوات والتمور التي نفرح ونباهي بأنها إنتاج محلي وتجلب إلى الأسواق دون فحص وشكلها يسر الناظرين لكن الكيماويات تغرقها في جميع مراحل زراعتها. ولقد تنبه إلى ذلك أهالي عنيزة وبريدة فأقاموا مختبرات أهلية لفحص التمور والخضراوات قبل السماح بتسويقها ثم تبنت الجهات الرسمية هذه المختبرات. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة الرائدة قد مضى عليها أكثر من 12 عاما لم تبادر الجهات المختصة وأهمها وزارة الشؤون البلدية والقروية المسؤولة عن مراقبة أسواق الغذاء بتعميمها على جميع أسواق بلادنا في كل المناطق ليطمئن من يشتري خضارا أو تمرا أو أي مادة غذائية تباع في أسواق الخضار أو الفواكه إلى أنه لن يشتري مرضا يأكل منه ويطعم أطفاله ثم تصيبهم الأمراض ليس بعد أكله مباشرة وإنما بعد سنوات وهو لا يدري السبب. إن صحة المواطن يا وزارة البلديات ويا وزارة الصحة ويا وزارة التجارة ويا وزارة البيئة والمياه والزراعة أمانة في أعناقكم. فلماذا لا تتعاون هذه الجهات في إيجاد مختبرات حديثة جدا مهما كلفت وإن فتح الباب للقطاع الخاص مشاركا أو متبرعا فلن يتأخر. والمهم هو تعميم هذه الفكرة والاستفادة من تجربة منطقة القصيم التي طبقت فيها. ولقد تبرع الزميل فيصل العبد الكريم المهتم بحقوق المستهلك عبر حسابه في «تويتر» بإلقاء الضوء على كيفية عمل مختبر "الغذاء والبيئة" في سوق عنيزة حيث لكل مزرعة سجل خاص. وتؤخذ عينات من السيارة فور وصولها وبعد فحصها تفسح أو ترفض وتصادر لئلا تباع في مكان آخر وتوضع في مكان بارز في السوق لوحة شرف بأسماء المزارع التي لا تستخدم المبيدات الكيماوية.
وأخيرا: قد يقول البعض إن فحص الخضراوات والتمور قبل تسويقها ترف لا لزوم له لكنه في الحقيقة ضرورة تستدعي تضافر الجهود لتحقيقها. ولعل الخطوة الأولى تتمثل في إبراز العمل الذي قام به أهالي عنيزة وبريدة إعلاميا. ولولا مقطع أرسله لي أحد الأصدقاء حول الموضوع مقترحا تناول هذا الجانب في أحد مقالاتي لما علمت عنه على الرغم من اهتمامي بموضوع سلامة الغذاء الذي يعتقد البعض أنه من أهم أسباب انتشار الأمراض في مجتمعنا. وفي انتظار أن نسمع من الجهات التي ذكرتها من قبل أي تعليق، أتمنى للجميع الصحة والعافية رغم انتشار الكيماويات في كل ما يزرع ويجلب لأسواقنا دون رقابة أو فحص.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي