ماذا يقلق العالم؟!
سؤال كبير، أليس كذلك؟! ولكن قبل أن تكتشف الإجابة - أيها القارئ الكريم - من خلال قراءة المقال، في اعتقادك، ما الموضوعات التي تقلق الناس على مستوى العالم بوجه عام وفي بلدك بوجه خاص؟ لنبحث عن الإجابة في نتائج مسح دولي بعنوان What Worries The World، اعتمد على عينة قوامها نحو 18 ألف شخص يتوزعون في 25 دولة، والسعودية هي الدول العربية الوحيدة ضمن المسح.
تحتل البطالة المرتبة الأولى من بين الموضوعات المقلقة في البلدان التي شملها المسح. أشار نحو 38 في المائة من المشاركين إلى أن البطالة هي الأكثر إقلاقا في بلدانهم، ويليها الفساد الإداري والسياسي بنسبة 34 في المائة، ثم الفقر وعدم العدالة الاجتماعية بنسبة 33 في المائة، وجاءت الجريمة والعنف في المرتبة الرابعة بنسبة 29 في المائة، ثم الرعاية الصحية بنحو 23 في المائة، ثم التعليم والإرهاب 19 في المائة لكل منهما.
ومن اللافت للنظر، بل المثير للاستغراب أن "الفساد المالي والسياسي" برز لدى الكوريين بوصفه أكثر الموضوعات المقلقة، وكذلك "الجريمة والعنف" في السويد، و"الفقر وعدم العدالة الاجتماعية" في اليابان، و"تهديد البيئة" في الصين. ولكن ليس مستغربا أن يبرز الإرهاب في المرتبة الأولى بوصفه أكثر الموضوعات المقلقة في تركيا، أو أن تأتي البطالة في مقدمة الموضوعات المقلقة في إسبانيا، أو إيطاليا، أو السعودية، أو فرنسا، أو أستراليا، أو تأتي "الرعاية الصحية" في مقدمة الموضوعات المقلقة في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد الصراع المرير حول هذا الموضوع في الكونجرس.
ومن اللافت للانتباه أن تغير "القيم والأخلاق" يقلق نسبة كبيرة من الناس في كل من الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية بدرجة أكبر من غيرها، وأن "التطرف" من الموضوعات التي تقلق الناس في السويد وألمانيا وبريطانيا أكثر من غيرهم.
يبدو أن اتجاه الصينيين نحو البيئة أكثر من غيرهم، فقد ظهر "التغير المناخي" كأحد الموضوعات التي تقلق الناس هناك، إلى جانب التهديدات ضد البيئة. أما القلق بشأن زيادة "سمنة الأطفال" فقد برز في السعودية أكثر من غيرها، وهناك موضوعات مقلقة أخرى .
أما بالنسبة لأمريكا، فهي: الرعاية الصحية، ثم الجريمة والعنف، فالإرهاب، وفي كوريا، يأتي الفساد المالي والسياسي أولا، ثم البطالة، فالقلق بشأن الفقر وعدم العدالة الاجتماعية. وتغرد الصين خارج السرب، فتحتل "التهديدات ضد البيئة" المرتبة الأولى، ثم تغير الأخلاق والقيم، فالرعاية الصحية.
واختتم بسؤال مهم يفسر بعض القلق لدى الناس، هو: هل بلدك يسير في الاتجاه الصحيح أم الخاطئ؟ مذهل أن يعتقد أغلبية المشاركين "62 في المائة" في المسح أن بلدانهم تسير في الاتجاه الخاطئ! ولكن لن تتوقع أبدا أن الصينيين هم أكثر الناس تفاؤلا أن بلدهم يسير في الاتجاه الصحيح بنسبة 90 في المائة، ثم الهند 75 في المائة، فالسعودية 73 في المائة، ثم روسيا 64 في المائة من إجمالي المستجوبين. أما أقل الدول تفاؤلا وأقلهم ثقة بحكومات بلادهم فهي المكسيك، التي يرى 93 في المائة من المشاركين في المسح أن بلدهم يسير في الاتجاه الخاطئ، وبعدهم يأتي الإيطاليون بنسبة 88 في المائة. ومن غير المتوقع، أن يرى 85 في المائة من الكوريين أن بلدهم يسير في الاتجاه الخاطئ، هل هذا يعكس طموحهم المرتفع أم أن التوجهات الأخيرة لبلادهم لا تطمئن!