قل للرجال
تخيل محاولة استنساخ صورة تعامل وسلوك الأب مع الأم من الأمور المستحيلة بالنسبة للأجيال الجديدة. الزوج الجديد الذي يبحث في زوجته عن الصورة العتيقة للتعامل الذي كان يراه عند أبيه أو جده أمر غير منطقي.
من المؤسف أن إصرار بعض الأزواج الجدد على هذا الأمر، قد يفضي لا سمح الله إلى الطلاق. جزء من حالات الطلاق، والإخفاق في العلاقات الزوجية ناتج عن هذه المقارنات المستحيلة. البعض يخوض الصراع نفسه مع أبنائه وبناته.
من المفهوم أن الوعي يتغير ويتبدل. وما يعرفه الجيل الجديد في سنوات الطفولة، كان من الأمور التي تحتاج لدى الأجيال القادمة إلى سنوات أطول من أجل الوعي بها.
جاءني صديق يشكو لي من تنوع الأسئلة والأفكار التي يطرحها ابنه الذي لم يتجاوز السادسة من العمر. يقول صديقي: ابني يطرح علي أسئلة محرجة، وبعضها يكشف تناقضاتي بين ما أطلبه منه وما يراني أمارسه على أرض الواقع. قلت له: هذا الاعتراف بالتناقض بين ما تقوله وما تفعله أمامه يكشف أنك أخفقت في أن ترسم صورة سوية يمكن من خلالها أن تكون مثالا وقدوة. هو في النهاية يرى أفعالك لا أقوالك. ومن خلالها يصوغ سلوكه.
في قضية الحقوق والواجبات، صارت مسألة المساواة في الحقوق، ليست مجرد كلام يمكنك قراءته في هذا الكتاب أو ذاك. الزوجة والابنة ترى ـ ومعها حق ـ أنها ند للزوج وللأخ وللابن، ولا فرق بينها وبين الذكر في ذلك. وهذا أمر أقرته الشريعة والأنظمة الحكومية المختلفة.
ما كان موجودا في الماضي، هو نتاج مجموعة من القيم والرؤى التي تم التوافق عليها. اليوم بدأت هذه المنظومة تتغير خاصة مع ارتفاع مستوى التعليم، ودخول المرأة سوق العمل.
عدم الوعي بهذه التفاصيل من بعض الذكور ـ أبناء وأشقاء وأزواج ـ يفضي إلى مشكلات، تتقلص مع الزمن. وهذا أمر مشهود.