الدوحة والمراهقة السياسية
مطالب قطر بتدويل المشاعر المقدسة التي وقف لها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالمرصاد ووصفها بالعمل العدائي ضد المملكة وبمنزلة "إعلان حرب"، تعبر عن المراهقة السياسية التي تمارسها قطر دوما، وتأكيد جديد على دورها المشبوه في زرع بذور الفرقة والانقسام في أوساط المسلمين.
تصريح الجبير القوي أرعب النظام في الدوحة وبادر بالنفي على الرغم من اعترافه السابق بتقديم شكوى للأمم المتحدة من قبل ما يسمى بـ"لجنة حقوق الإنسان القطرية"، وعلى الرغم من هذا النفي والتخبط والتراجع، إلا أن نظام تميم لم يحم نفسه من الانضمام إلى "نادي العار" مع نظامي طهران والقذافي وهما قد سبقاه في تلك المطالب الخبيثة.
لم تسيس السعودية في يوم شعيرة الحج ولم تستغلها لأهداف سياسية، ولم تمارسها مع إيران وهي الدولة الأكبر من قطر، التي تعلن العداء للسعودية جهارا نهارا، بل كان حجاجها محل ترحيب القيادة السعودية وشعبها ولم يحملوهم جريرة "هرطقات" المرشد الإيراني، فهل يعقل أن تفعلها مع شعب جار وشقيق كالشعب القطري؟!
هذه الدعوة القطرية ذات طابع سياسي خبيث، سعت الدوحة من خلالها إلى القفز على مشكلاتها المتمثلة في دعمها للإرهاب والإرهابيين، وجعلتها في عزلة دولية، ويريد نظام تميم من خلالها تعقيد الأزمة وتغيير بوصلتها وإيجاد المشكلات هنا وهناك ليغطي على فضائحه، ولكنه وقع في شر أعماله بعد أن آذى مشاعر مليار ونصف المليار مسلم بانتهاكه لقدسية مقدساتهم ومساعيه إلى تدويلها، ضاربا بعرض الحائط روح ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وأصبح هذا النظام منبوذا ليس من قبل محيطه الخليجي والعربي، بل من قبل كل البلدان الإسلامية ما عدا من ارتمى في حضنه ألا وهو النظام الإيراني الذي يتطابق معه في كل التوجهات والأحقاد.
انخراط الدوحة مع المطالبين بتدويل المشاعر المقدسة، وتسييس شعيرة الحج، وانضمامها لـ"نادي العار"، جريمة لا تغتفر وتفوق جرمها في دعم الإرهاب وتمويله وتكشف وجها أشد قبحا من وجهها السابق، وتؤكد وصف كثير لها بالورم الخبيث في جسد الأمة والمطالبة ببتره واجتثاثه، فالشعوب عانت كثيرا جراء ممارسات قطر الخبيثة التي مزقت بلدانهم ونشرت الفوضى والخراب فيها ولم تكتف بذلك، بل تريد المساس أيضا بقبلتهم ومقدساتهم.