السعودية قبلة السياح المستقبلية
السعودية لا ينقصها شيء لتكون قبلة للسياح في العالم، فهي ذات بيئة وجغرافيا متنوعة فهناك الجزر والغابات والجبال والسواحل والصحاري، وهي عوامل جذب تتمناها أي دولة في العالم، ناهيك عن المواقع الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين ومنها "مدائن صالح" شمال غرب السعودية، والمنحوتات الفرعونية التي أعلن عن اكتشافها قبل سبع سنوات.
مع الأسف الشديد لم نستغل تلك الميزة التي تتمتع بها بلادنا في الماضي، ولم نستطع جذب السائح المحلي ناهيك عن سياح الدول الأخرى، التي يمكن من خلالها توفير واستقطاب مليارات الريالات المهاجرة بحثا عن السياحة الخارجية، ولكن مع إعلان نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان البارحة الأولى إطلاق مشروع البحر الأحمر العالمي الذي يستهدف الاستثمار في أكثر من 50 جزيرة على البحر الأحمر ما بين مدينتي أملج والوجه نكون قد خطونا خطوة مهمة في الاستثمار السياحي وهو أحد أهم روافد الاقتصاد في كثير من بلدان العالم.
بهذا الإعلان "الحلم" تكون السعودية قد فتحت باب الاستثمار في أهم كنوزها والمتمثل في القطاع السياحي والتراثي وهو أمر يتماشى مع "رؤيتها" الطموحة التي أعلنت عنها أخيرا وأطلق عليها مسمى "رؤية 2030"، حيث تعد السياحة من أهم قطاعات الرؤية الاقتصادية.
الجميل في مشروع البحر الأحمر هو تأكيده المحافظة على الطابع البيئي الخاص والفريد للمنطقة المزمع إنشاء المشروع فيها، حيث سيتم وضع قوانين وآليات تخص الاستدامة البيئية، وسيتم العمل على المحافظة على الموارد الطبيعية وفقا لأفضل الممارسات والمعايير المعمول بها عالميا، وهو أمر سيدفع إلى تطويرها دون أي مساس بطابعها البيئي الفريد.
المشروع سيشهد تدخل صندوق الاستثمارات العامة بضخ الاستثمارات الأولية، وهو أمر سينعكس على استقطاب استثمارات القطاع الخاص في المملكة، وجذب رأس المال الأجنبي المباشر والجديد، وعقد شراكات مع أبرز الشركات العالمية، فرؤوس المال جبانة، وتحتاج إلى تشجيعها وبعث الطمأنينة لها للاستثمار، ولن يتم ذلك ما لم تر الاستثمارات الحكومية تسبقها في المنطقة، وهو بالفعل ما أعلن عنه البيان الصادر البارحة الأولى.
هذا المشروع الوليد لن ينقل السياحة في البلاد نقلة تاريخية فحسب، ولن يستهدف جذب السياح وجعل المنطقة قبلة لهم، بل سيوفر آلافا من فرص العمل لأبناء المنطقة، وزيادة دخولهم من خلال الاستثمار الفردي، وهو من أهم الأمور التي تستهدفها حكومة خادم الحرمين من تلك المشاريع الضخمة والعملاقة.