عالم صناعة الغاز «1»

في ظل تسارع نمو عدد السكان المطرد في العالم، نجد هناك تسارعا مماثلا له في الطلب على الطاقة بشتى أنواعها. تعد الطاقة عصب المجتمعات المدنية، والركيزة الأهم للصناعات وتطويرها التي تنهض بها المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا وصحيا وغير ذلك.
للطاقة أشكال كثيرة ومصادر مختلفة، فمن مصادرها ما هو متجدد ومنها ما هو ناضب. لذلك أجد أن من الضروري تسليط الضوء بإيجاز في هذا المقال على مصادر الطاقة المختلفة، تمهيدا لجولة فنية تتكون من سلسلة من المقالات عن صناعة الغاز الطبيعي. تبدأ هذه الجولة بتعريفه وطبيعة وجوده وآلية استخراجه، مرورا بكيفية معالجته واستخداماته وطرق تصديره وأهميته كمصدر للطاقة. نختم هذه الجولة بقراءة لحاضر الغاز الطبيعي ومستقبله عالميا، وفي المملكة على وجه الخصوص وفقا لـ"رؤية السعودية 2030".
سميت الطاقة المتجددة بذلك لأنها تنتج من مصادر طبيعية دائمة وغير ناضبة. هذه المصادر موجودة في الطبيعة سواء أكانت محدودة أو غير محدودة إلا أنها متجددة باستمرار. تمتاز الطاقة المتجددة كونها طاقة نظيفة لا ينتج عن استخدامها تلوث في البيئة. من أهم أنواع الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى طاقة المد والجزر والأمواج والطاقة الحرارية الجوفية وطاقة المساقط المائية، وأيضا الطاقة المائية للبحار والمحيطات. ومن الأمثلة عليها تحويل الطاقة الميكانيكية بواسطة توربينات الرياح والتوربينات المائية إلى طاقة كهربائية يتم بعد ذلك ضبطها وتوزيعها للمستهلكين.
رغم أهمية الطاقة المتجددة بشكل عام والطاقة الشمسية وطاقة الرياح على وجه الخصوص، إلا أنه يؤسفني القول إنهما لا يشكلان إلا قرابة 2 إلى 5 في المائة‏ من مصادر الطاقة العالمية. حيث تتوزع النسبة المتبقية على الوقود الأحفوري بواقع "86-88" في المائة‏ تقريبا، والنسبة المتبقية تتوزع على الطاقة النووية والحيوية وغيرهما.
ينتمي الغاز الطبيعي إلى أسرة تتكون من ثلاثة أفراد، تتربع هذه الأسرة على قمة مصادر الطاقة في العالم. تسمى هذه الأسرة الوقود الأحفوري وتتكون من النفط الخام والفحم الحجري والغاز الطبيعي. الوقود الأحفوري مصدر للطاقة ناضب، ولذلك يجب المحافظة عليه وإطالة عمره قدر المستطاع، فليس هناك ثروة تعادله أو حتى تنافسه.
يستخرج الغاز الطبيعي "غير المصاحب" من مكامنه في باطن الأرض عن طريق حفر آباره بطريقة مماثلة لحفر آبار النفط مع بعض الاختلاف في المعدات من حيث التصميم والمواد المستخدمة في صناعتها. ذلك نظرا لطبيعة الغاز الفيزيائية والكيماوية اللذين يجعلان تسربه من أنابيب الإنتاج أو خزاناته خطرا لا يمكن التهاون فيه. أما "الغاز المصاحب" فيستخرج من حقول النفط حيث إنه موجود في بعض المكامن النفطية بصحبة النفط. أود التوضيح أن هناك نوعا من الغاز الطبيعي يسمى الغاز الصخري مشابها للنفط الصخري من حيث مكامنه وطرق استخراجه. يتم نقل الغاز الطبيعي من حقوله عبر أنابيب خاصة إلى منشأة متطورة تقوم بمعالجته وتنقيته وذلك بإزالة الشوائب عنه وفصله. سأتناول في المقال القادم بإذن الله آلية معالجته وفصله واستخداماته المختلفة لأغراض استهلاكية وتجارية وصناعية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي