رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


النفط الصخري تحت المجهر «4»

تناولت في المقالات الثلاثة السابقة التي تحمل عنوان "النفط الصخري تحت المجهر" نشأة النفط الصخري، وطبيعة مكامنه، وأوجه الشبه والاختلاف بينه وبين النفط التقليدي. بعد ذلك تطرقت لآلية استخراجه، داعما ذلك ببعض المعلومات الهندسية عنه. وتطرقت للجدوى الاقتصادية لاستخراجه في الولايات المتحدة رغم وجود النفط الصخري في كثير من الدول، وبكميات تفوق احتياطي الولايات المتحدة منه. ولأن موضوع النفط الصخري أصبح محل اهتمام كثير من المتخصصين وغيرهم، تناولت حاضر النفط الصخري بناءً على الأرقام الواقعية له. كذلك ذكرت وجهة نظري عن مستقبله اعتمادا على دراسات مستقبلية من جهات موثوقة ومختصة.
أعتقد أنه من المهم؛ بل من الضروري أن تكون خاتمة هذه السلسلة من المقالات عن النفط الصخري، أن أوضح فيها الآثار السلبية لاستخراج النفط الصخري. يرجح بعض المختصين الأمريكيين في علم طبقات الأرض أن استخراج النفط الصخري بوساطة عملية التكسير الهيدروليكي وضخ كميات كبيرة من المياه وإعادة سحبها، سبب رئيس في وقوع الهزات الأرضية. بل يعتقدون أن الهزات الأرضية التي حدثت في ولاية تكساس بين عامي 2013 و2014 بسبب ذلك.
ومن السلبيات التي ينادي بها المناهضون لاستخراج النفط الصخري، تلوث المياه الجوفية. حيث إن عملية التكسير الهيدروليكي يصاحبها ضخ بعض المواد الكيماوية، لكن يرد بعضهم على ذلك بأن الطبقات التي تحوي المياه الجوفية بعيدة عن الطبقات التي تحوي مكامن النفط الصخري.
كما أن استخراج النفط الصخري يتطلب كميات كبيرة جدا من المياه، فكما ذكرنا في المقال السابق أن كمية المياه المستخدمة لحفر بئر واحدة من النفط الصخري تصل أحيانا إلى 36 ألف متر مكعب، وهذا هدر كبير للموارد الطبيعية. رغم وجود بعض الدراسات التي توضح أن استهلاك المياه لاستخراج النفط الصخري هو أقل على المدى الطويل مقارنة بكمية المياه المستهلكة في استخراج النفط التقليدي. وجهة نظري الشخصية أن هذه النتيجة غير محايدة ولا تستند إلى معلومات دقيقة بغض النظر أكانت هذه الدراسة مسيسة أم لا!
من السلبيات أيضا زيادة معدل انبعاث الغازات الضارة؛ ما يسبب تلوثا جويا قد يسبب أضرارا صحية لسكان المناطق القريبة من الحقول.
من أبرز التصريحات ضد النفط الصخري الأمريكي، تصريح وزيرة خارجية فنزويلا ديلسي رودريجرز؛ عام 2015 عندما قالت: "إن استخراج النفط الصخري يعد جريمة نظرا للأضرار الضخمة التي يلحقها بالبيئة المحيطة". وسبق ذلك تصريح رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو؛ حيث قال: "إن طرق التكسير الهيدروليكي التي تستخدمها الولايات المتحدة لاستخراج النفط الصخري محفوفة بالمخاطر، وقد تؤدي إلى زلازل قوية قد تضرب الأراضي الأمريكية".
ختاما لهذه السلسلة من المقالات، أود أن أشير إلى أن موضوع النفظ الصخري سيبقى محل جدل بين مؤيد ومعارض، وبين مهول له ومتجاهل.. لكن تبقى لغة الأرقام هي الفيصل دائما.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي