رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الفعاليات السياحية .. والتحول إلى مشروعات دائمة

احتفلت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يوم الأربعاء الماضي بافتتاح فعاليات سوق عكاظ في دورته الـ 11 التي تنظم لأول مرة تحت إشراف الهيئة.. وبرعاية كريمة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتشريف الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، التي أشرفت على هذا المشروع المهم على مدى السنوات العشر الماضية.. ولست بصدد وصف حفل الافتتاح المبهر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ فهذه مهمة الزملاء الصحافيين، لكنني سأتوقف مع الجانب الاقتصادي الذي هو مفتاح النجاح والاستمرار للمشروعات السياحية التي شاهدنا كيف تعثرت في السنوات الماضية؛ بسبب كونها موسمية متقطعة لا تحقق الربح المأمول لمن يستثمر فيها ولا توفر وظائف لأصحاب المهن والحرف اليدوية على مدار العام.. وأنطلق من التحول الإيجابي الذي أعلن عنه الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ حيث أكد أن الهيئة تقوم بإعداد مشاريع تطويرية لسوق عكاظ لتحويله إلى وجهة سياحية ثقافية رائدة على مدار العام.. وذلك ما قدمته الهيئة واستكملت مخططاته منذ عدة سنوات في إطار مشروع أشمل لإعادة رونق الطائف السياحي ونمائها الاقتصادي، ووجد فيه برنامج التحول ثمرة يانعة وفرصة اقتصادية مهمة فتم تضمينه في مبادرات الهيئة لبرنامج التحول الوطني وأشار الأمير سلطان إلى أن الهيئة تسعى إلى إشراك القطاع الخاص عن طريق طرح حقائب استثمارية.. وستكون هناك عدة حقائب في مدينة سوق عكاظ، هي عبارة عن منظومة كبيرة من الفنادق والمنتجعات والنزل البيئية التي توفر عشرات الآلاف من الغرف للسياح، ومركزا للمعارض والمؤتمرات، مدعومة بالأسواق والمطاعم وأماكن التنزه والترويح بصبغة تراثية ونكهة أصيلة تناسب أصالة الموقع.. وتقدر مساحة المشروع بعشرة ملايين متر مربع باستثمارات تصل إلى نحو أربعة مليارات ريال مشاركة بين القطاعين الحكومي والخاص.
ولا شك أن فكرة تحول الفعاليات الموسمية إلى مشروعات دائمة، خطوة رائدة تسجل للأمير سلطان بن سلمان شخصيا الذي ظل منذ سنوات، يؤكد أن السياحة قطاع مهم يمكن أن يسهم في دعم الناتج المحلي الإجمالي، وأن يوفر آلاف الفرص الوظيفية للشباب السعودي.. وها هو بهذه الفكرة يحقق نقلة نوعية في صناعة السياحة التي يمكن الاعتماد على نجاحها كمؤشر مهم لنجاح مشروع التحول الكبير الذي تعيشه بلادنا.
وسيكون من نتائج تحويل الفعاليات الموسمية ليس فقط في سوق عكاظ وإنما في مهرجان الجنادرية والمهرجانات السياحية في جميع المناطق، إلى مشروعات دائمة يسهم فيها القطاع الخاص، إيجاد أسواق دائمة للصناعات المتوسطة والصغيرة والحرف اليدوية والصناعات الغذائية التي تقوم على الأسر المنتجة والشباب المنتشرين على أرصفة الشوارع بشكل غير منظم ولا يوحي بقدرتهم على الاستمرار.
وأخيرا: يبدو أن السعوديين الذين تعودوا على القيام برحلات خارجية طويلة في فصل الصيف سيعملون على تخصيص جزء من الإجازة للداخل بشرط توافر مرافق وفعاليات دائمة وسكن مناسب في أماكن الاصطياف المقبول جوها صيفا كالطائف والباحة وأبها وبعض مناطق الشمال.. كما أن جدة والرياض والشرقية لها أجواء خاصة في أوقات معينة من العام.. خاصة وقد توافرت الأسواق الراقية والفنادق الفخمة فيها.. وبهذا يؤكد المتفائل من المراقبين أن بعض المليارات التي تنساب للخارج في كل صيف يمكن الإبقاء عليها إذا نجحت سياسة التحول في صناعة السياحة التي تواجه كثيرا من المعوقات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي