نحو مزيد من الوعي الاستهلاكي
تناقل كثيرون خبرأ مفاده أن السعودية هي الأولى عالميا في هدر الطعام. وسواء كنا فعلا الأوائل أو لمن نكن، فمن المؤكد أن هدر الطعام خاصة، وسوء السلوك الاستهلاكي في مجتمعنا موجود، وقد رأيناه في شهر رمضان وفي العيد وفي غيرهما. طبعا يتفاوت الناس والأفراد والعائلات، لكننا نتكلم عن وضع عام.
ولا شك أن الهدر والمبالغة في الإنفاق مذمومان، والله لا يحب المسرفين ولا المبذرين. وأمرنا بالاعتدال في المأكل والمشرب والإنفاق، قال سبحانه: "وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، وقال: "وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرا"، وقال: "وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ".
وهنا إرشادات ونصائح:
أخرج ما في مستودعك ودواليب بيتك من أثاث وأدوات وملابس وألعاب وكل غرض اشتريته ولم تستعمله على مدى عام أو أكثر من عام. وجود هذه الأشياء علامة على أنك تبالغ في الإنفاق. يعني أنك تشتري ما لا تحتاج إليه. حاول التخلص من هذه العادة.
راقب أكياس الزبالة. كم فيها من أشياء ما كان ينبغي لها أن ترمى؟ هذه أموال مهدرة.
عود نفسك ألا تغرف طعاما يزيد على الحاجة
من الملاحظ مبالغة كثيرين في كمية الطعام التي يضعونها في صحونهم أو صحون أطفالهم أو صحون ضيوفهم، ومن ثم يكون مآل الطعام الزائد الزبالة. هذا الفعل يدل على استهتار بالنعمة.
حاول ضبط ميزانيتك واغتنم الفرص
التغيرات غير المخططة في ظروف الشخص كثيرة في مجتمعنا. المفاجأة كثيرا ما تؤدي إلى سوء إدارة المال. وفي هذا ينبغي لجهات كحماية المستهلك في وزارة التجارة وجمعيته وأي جهة أو منظمة لها علاقة بخدمة المستهلك، ينبغي أن توظف مختصين لتوعية الناس بكيفية إدارة شؤونهم المالية، وضبط ميزانياتهم، وكيفية سداد ديونهم بأقل تكلفة ممكنة. توعية الناس بما لهم وما عليهم تجاه البطاقات، ومهارة التفاوض لخفض الالتزامات. مثل هذه الخدمات متاحة بكثرة في الغرب، ويمكن الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم.
اغتنم الفرص حين تتسوق. قارن بين أسعار السلعة لدى عدة متاجر. احجز مبكرا قدر ما يمكنك لتحاول الحصول على أسعار أفضل.
حاول أن تدفع نقدا وليس بالدين في مصروفاتك الكمالية
حاول جهدك أن تضيق نطاق الشراء الاستهلاكي بالدين. والشراء بالبطاقة الائتمانية هو في حكم الدين. فكر أكثر وأعمق عند شراء الكماليات، وستصبح أكثر تفكيرا ورشادا في عاداتك في الشراء. بعض الناس غارقون في الديون، ورغم ذلك يستمرون في الاستدانة للمباهاة وزيادة الاستهلاك.
سدد ديونك الأبسط أولا، وزد في أقساط ديونك. قلل من ديون بطاقتك الائتمانية بأقوى ما يمكن، وسددها بأسرع وقت.
إياك والمقارنة للمجاراة
بعض الناس يتباهون في الإنفاق، مثلا يقلدون من هم أغنى منهم؛ وهذا خطأ. عود نفسك على القناعة. تعود على نمط وأسلوب حياة أقل تكلفة. عود نفسك على أن تبتعد عن المقارنات بينك وآخرين يختلفون عنك ظروفا. عن نبي الهدى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم".
الرشد في استخدام البطاقات الائتمانية
توسع الناس في استخدام البطاقات الائتمانية نتيجة الولع بالمظاهر، وزيادة الالتزامات والتوسع في الاستهلاك مع مرور الوقت. حصل ذلك دون أن يصاحب ذلك ارتفاع مكافئ في الدخل لفئات كثيرة من المجتمع. أساء كثيرون التقدير عند الحصول على البطاقة من حيث الاستخدام والتكلفة والفوائد.
ليست المشكلة في الحصول على بطاقة ولكن في الإفراط في استعمالها. أسهم سوء استخدام البطاقات في زيادة ولع الناس بالشراء، وتحميلهم ديونا عالية ومكلفة. وهذه بالمناسبة ظاهرة عالمية، خاصة في الدول ذات الدخل المرتفع كالدول الغربية ودول الخليج. كما تتسبب في اختلال الميزان التجاري لدول "بصورة مبسطة زيادة الاستهلاك تعني زيادة الاستيراد، وإذا لم يقابله زيادة في التصدير ينشأ عجز الميزان التجاري". كما أن من المشكلات الرئيسة ظاهرة انتشار السرقات من خلال البطاقات.
باختصار
مطلوب الرشد في الإنفاق وتقليل هدر الطعام. ومطلوب تعويد أولادنا على ذلك.