«دسائس قطر تحت الأنوار الكاشفة» .. أهم مطلب يتحقق

«دسائس قطر تحت الأنوار الكاشفة» .. أهم مطلب يتحقق

أن تراوغ وتتلون وتحاول الهروب إلى الأمام بتخبط واضح، بحثا عن حلول، تعالج بها النتائج لا الأسباب. فهذا أكبر دليل أنك بت في وضع سياسي مربك وجديد كليا لم تعتد عليه. وهذا هو باختصار ما تفعله الدوحة مكرهة. وهو أيضا ما يعطي إشارة نجاح مهمة لما تقوم به الدول الداعية لمكافحة الإرهاب اقتصاديا ودبلوماسيا وإعلاميا.

لحظة الحقيقة

فعلى الرغم من انقضاء مهلة الأيام العشرة المحددة من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لتنفيذ المطالب الثلاثة عشر. وتعنت قطر تجاه الالتزام بتنفيذها. إلا أن رحلات مسؤولي قطر المكوكية شرقا وغربا للاستعانة بالمجتمع الدولي للخروج من مأزقها. وإقناع الرأي العام العالمي بأنها ضد الإرهاب، تعكس رغم ارتباكها وتخبطها الدبلوماسي، عملا في النور والعلن لم تكن قطر لتقوم به في عقديها الأخيرين المكتظين بالمؤامرات والدسائس. إذ اعتادت في سياساتها السابقة أن تكون دائما بوجهين. لتضل أفضل من يمثل وجه اليد القذرة التي تعمل من تحت طاولة الإرهاب ومقايضاته، في حين تظهر أمام كاميرات العالم وأبواقها الإعلامية بوجه آخر يساند أشقاءه ويدعمهم.
وهي "الأبواق" ذاتها التي غضبت الدوحة من إدراج إغلاقها ضمن مطالبات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب - بوصفها أدوات تجسسية لا صحافية - أكثر من غضبها تجاه مطالب أخرى تمس أمن شعبها والمنطقة بشكل عام. ليكشف تخبط الدوحة تجاه هذه المطالب، بقصد أو دون قصد، عن أولويات سياساتها التي اختارتها لها قيادة "الحمدين" بن خليفة وبن جاسم، وقرارتهما في الغرف المظلمة، طمعا في مواصلة تنفيذ أجندة تخريبية، نلمس مخرجاتها الدموية اليوم بكل أسى في كامل المنطقة والعالم.

دفاع المفضوح

الدوحة اليوم، في ظل المطالبات وقوائم الإرهاب الواضحة والموثقة، بالأسماء والأرقام والتسجيلات، ما ظهر منها وما هو في طريقه للكشف، باتت تختبر موقعا دفاعيا لم تعتده. وأنوارا عالمية كاشفة لم تعمل لها حسابا وهي تحيك المؤامرات والدسائس. لتمتلئ الصحف العالمية وقنواتها الإخبارية بتغطيات يومية تحلل وتفسر لقرائها ومشاهديها "شذوذ" حكام قطر وطبيعة الغضبة التي تلاحقها.
والسبب هذه المرة أشقاؤها الذين طالما غلبوا الحكمة والصبر على مراهقتها السياسية. أملا في أن تعود لرشدها يوما ما. ولكن "الكيل طفح" كما صرحت بذلك وزارة الخارجية السعودية. وبات من الملزم أن تتحمل قطر نتائج قراراتها وتبعات أجندات من تأويهم وتتستر عليهم من المخربين، إمعانا في تقويض سيادة الآخرين وزعزعة أمنهم.

..وتستمر العزلة

أما المطالب الثلاثة عشر الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فسواء التزمت بها الدوحة أم لم تلتزم. فهي لن تقدم أو تؤخر فيما بدأت فيه هذه الدول فعليا من خطوات عزلة سيادية. انعكست وما تزال بشكل مؤثر على أداء اقتصاد قطر ومستقبليه المنظور والبعيد. ولكن حرص هذه الدول على شعب قطر الشقيق، على عكس قيادته، وإحساسهم بالمسؤولية تجاهه وتجاه مصالحه هو ما يلزمها بهذه الخطوات المحددة وفقا لإجراءات وأهداف معلنة.
بينما يستمر في المقابل تعنت قيادة قطر وإنكارها المتواصل باختيار الهروب إلى الأمام، وادعاء المظلومية والحصار، لا معالجة ما يستحق المعالجة من مسببات هذه العزلة. طمعا في الحفاظ على مكتسباتها الخاصة من كيانات استثمارية ودعائية، حتى لو كان ذلك على حساب شعبها الشقيق. في مفارقة لافتة تعود وبالا عليها اليوم، إذ لطالما اتهمت قطر وأتباعها المدفوعين بالمال والإيواء، الدول العربية الأخرى، بغرض الظهور دائما بمظهر العدالة والوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة والمغلوبة على أمرها.
يبقى أن شعب قطر الشقيق مظلوم ويعاني الأمرين جراء تصرفات قيادته. فهل تعيد هذه القيادة النظر في مصالحها وفقا لمصالح شعبها، لا تبعا لأطماع مستشاريها وزبانيتها من الأحزاب الخارجة على السلمين العربي والعالمي. أملا في استقرار اقتصادي وسياسي تستحقه هذه المنطقة وشعوبها التي عانت الأمرين من سياسات طائشة لم ينتج عنها إلا تفريخ مزيد من الجماعات الإرهابية، فضلا عن الدول الداعمة أو الفاشلة، تجمعهما دائما نشوة "الخفافيش"؛ تفضل العمل في الظلام بينما يعميها ضوء النهار والأنوار الكاشفة.

الأكثر قراءة