رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


هيئة الترفيه والاستثمار في الأندية

تسعى الهيئة العامة للترفية منذ إنشائها إلى دعم قطاع الترفيه من خلال تنظيم كثير من الفعاليات المتنوعة في مختلف المدن السعودية الكبرى، وهذا أمر يُحسب لها، خاصة عند اختيار فعاليات مفيدة وهادفة ومسلية. ولكن لا أدري لماذا لا تلتفت الهيئة إلى النوادي الموجودة، ولا تسعى - مع الهيئة العامة للرياضة - إلى إنشاء نواد جديدة في مختلف المدن السعودية التي تفتقر إلى مثل هذه النوادي، خاصة أن عدد المدن السعودية يربو على 200 مدينة، والنوادي الموجودة تتركز في المدن الكبرى، نتيجة خمول الهيئة العامة للرياضة لسنوات طويلة وتطبيق شروطها التعجيزية المطلوبة لإنشاء النوادي في المدن الصغيرة. وبناء عليه، أقترح ما يلي:
أولا معظم النوادي القائمة تفتقر إلى الدعم والتوجيه لتنويع أنشطتها حيث لا تقتصر على النشاط الرياضي، وإنما تشمل النشاط الثقافي والترفيهي، خاصة أن هذه المجالات لا تحظى باهتمام المسؤولين عن النوادي مطلقا، ظنا منهم أنها وُجدت من أجل النشاط الرياضي فقط. من الأنسب أن تستثمر هيئة الترفيه في هذه الأندية للأسباب التالية:
• أن هذه نواد قائمة ولديها– في الغالب- البنية التحتية المناسبة من مسارح وملاعب وصالات لتنفيذ البرامج الثقافية والترفيهية التي تخطط لها هيئة الترفيه، ما سيحقق الأهداف ويقلص التكاليف.
• إن لائحة النوادي (المكتوبة) من الرئاسة العامة للرياضة والشباب (سابقا) تؤكد أن نشاط النوادي لا يقتصر على الرياضة، وإنما يشمل الأنشطة الثقافية والعلمية والاجتماعية والترفيهية.
ثانيا: كثير من المدن المتوسطة والصغيرة تفتقر إلى نواد يلتحق بها الشباب الذين يشكلون نسبة كبيرة، لتكون متنفسا لهم لقضاء أوقات مفيدة تصقل مواهبهم وتوفر لهم الترفيه المناسب. فقد كانت الرئاسة العامة للشباب آنذاك تعتذر عن إنشاء النوادي إذا كانت المدن متقاربة، وهذه حجة واهية وغير منطقية، فالعبرة في أعداد المستفيدين، وليست المسافة بين المدن أو الأحياء!
لذلك أدعو إلى تضافر الجهود بين المؤسسات الحكومية ذات العلاقة لتنفيذ استراتيجية الشباب التي نسمع عنها (فقط)، وإنشاء نواد ذات أنشطة متنوعة في مختلف المدن، للإسهام في بناء الإنسان ثقافيا ورياضيا واجتماعيا عموما، وبالأخص الشباب، فلا بد أن وجود النوادي في المدن الصغيرة والمتوسطة أولوية تتفوق في اعتقادي على الأنشطة التي تنفذها الهيئة في الوقت الحاضر، لأن النوادي يمكن أن تخدم أعدادا أكبر وبصفة مستمرة وتكون منتشرة في كثير من المدن التي يصعب على الهيئة تغطيتها بأنشطتها. وتزداد أهمية هذه النوادي ذات الأنشطة المتنوعة، لكون بعض المدن بعيدة عن المدن الكبيرة، وبالتالي تفتقر إلى الأنشطة الثقافية والعلمية والاجتماعية والترفيه، ما يتطلب تحريك المياه الثقافية الراكدة، خاصة أنها تفتقر - أيضا - إلى نوادي اللياقة وكذلك المقاهي ونحوها.
وأخيرا لا ينبغي أن تقتصر النوادي على الشباب من الذكور، فالمرأة نصف المجتمع، وأعداد الإناث في سن الشباب يماثل أعداد الذكور إن لم تتفوق عليهم، بل إن أعداد الإناث في الجامعات السعودية يفوق الذكور، لذا لا بد أن يشمل الترفيه العنصر النسائي في مختلف الأعمار (الصغار والشباب والكبار)، وأن تتلاءم الأنشطة الترفيهية مع متطلبات العصر حيث تتوافر أنشطة إبداعية - ثقافية، وحركية، وتنافسية، وتقنية، وأن تخضع للمراجعة والتقويم الدوري لزيادة فاعليتها وضمان ملاءمتها للمستفيدين والمستفيدات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي