سقوط أقنعة الخونة والمتآمرين
ارتفاع مستوى الوعي بين أوساط الشعب السعودي من أهم فوائد الأزمة الحالية في منطقة الخليج التي تسببت فيها سياسات قطر المشبوهة التآمرية الداعمة للإرهاب والإرهابيين والحركات المحظورة والأشخاص المطلوبين من بلدانهم التي نتج عنها مقاطعة كثير من عواصم الدول العربية والإسلامية الدوحة.
حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء سعودية كانت تنشر الإحباط بين أوساط الشباب وتدفعهم إلى القطيعة مع الحكومة والإعلام السعودي ورجال الدولة، وتنشر الأكاذيب تارة، وتضخم السلبيات تارة أخرى، وبعد أن نشأت الأزمة الحالية وجدناها تدافع عن قطر وتتهجم على السعودية وعلى الإعلام المحلي ودول المقاطعة التي تضررت كثيرا من سياسات الدوحة المشبوهة، ليولد لدينا يقين أن تلك الحسابات التي كنا نعتقد أنها سعودية ما هي إلا شبكة تآمرية تدار من قطر، وهو ما كشف عن جزء منها تحقيق مع ضابط في الاستخبارات القطرية الذي بثته القنوات الإماراتية أواخر شهر رمضان وأكد خلاله أن إدارته كانت مسؤولة عن بعض الحسابات التي تسيء لدول الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات والبحرين والكويت.
أيضا بعض الحسابات المجهولة والمعلومة التي كانت تشيطن الإعلام السعودي وتصهينه وجدنا بعضها يقف مع قطر والبعض الآخر "خوفا" التزم الحياد، وشرع في الحديث عن "صلة الرحم" وترديد مقولة "خليجنا واحد" ولا غاية له إلا لجم الشارع السعودي كي لا يدافع عن وطنه ويقف ضد توجهات قطر المشبوهة والهادفة إلى زعزعة استقرار السعودية، وهو الأمر الذي وعى السعوديين وبين لهم حجم المؤامرة التي تحاك ضد وطنهم ومجتمعهم.
انكشف المتآمرون والخونة ونزعت الأزمة الحالية الأقنعة عن وجوههم القبيحة، وأصبح السعوديون يطاردونهم في "تويتر"، ويعرونهم، ويعيدون تغريداتهم القديمة المحرضة على السعودية، وبدأوا في الإجابات على الاستفهامات الكبيرة التي كانت تحيط بهولاء الأشخاص، فالأزمة الحالية كشفت عن المخططات والغايات الخبيثة لهم والهادفة إلى إلحاق الضرر بالسعودية حكومة وأرضا وشعبا، كما كشفت أن الاهتمامات الحزبية لدى البعض أهم من الوطن.
نعم هؤلاء الخونة والمتآمرون قلة، ولكن كشفهم كان مهما للغاية، فبعضهم كان يخدع الناس والمتابعين لسنوات طويلة، وأصبح له من المتابعين والتأثير الكبير، ولكن الأحداث أسقطتهم واحدا تلو الآخر بعد أن تعروا وظهروا على حقيقتهم وتبين للجميع كراهيتهم وحقدهم على بلادنا.