رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التخمة النفطية «دوّخت» الأسواق

بداية أود أن أستغل هذه الفرصة، عبر هذه الصحيفة الموقّرة، بتجديد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ وأطال في عمره. وأبايع ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على السمع والطاعة في المنشط والمكره. وأقول للأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ــ جزاك الله خير الجزاء ــ على وقتك وجهدك في خدمة البلاد والعباد، فقد خلّدت اسمك في صفحات التاريخ البيضاء.
عودة إلى موضوع المقال عن التخمة النفطية التي نسمع ونقرأ عنها كثيرا فما هي؟ تُعرَّف التخمة من منظور طبي بأنها الشعور بامتلاء البطن لأقصى حدها، يتبعها "دوخة" خفيفة قد تخل بالتوازن أو تصيب بالخمول. التخمة التي تعانيها أسواق النفط حاليا بوجود فائض نفطي مرتفع سبّبت "دوخة" قوية جدا لم تسلم منها الدول المنتجة. أعتقد أن الجميع متفقون أن "التخمة" حالة غير مريحة، تشعر مَن أصابته بالاضطراب وتشتّت التركيز. وبما أن هذه التخمة أصابت أسواق النفط وسبّبت الكثير من الاضطرابات الاقتصادية، فلا بد لنا من معرفة الأسباب التي أدت إلى هذه التخمة، وما أعراضها وكيفية علاجها؟
أعتقد أن أهم الأسباب التي أدت إلى هذه التخمة، هي:
أولا: تباطؤ النمو الاقتصادي في أغلب الدول الصناعية الكبرى، وعلى رأسها الصين، التي تعد من أكبر الدول استهلاكا للنفط.
ثانيا: السباق المحموم بين الدول المصدّرة للنفط الذي يهدف إلى زيادة الحصص السوقية، ولعل تطور إنتاج النفط الصخري في أمريكا أحد أهم محفزات هذا السباق إذا ما علمنا أن أمريكا تعد من أكبر المستهلكين للنفط في العالم.
ثالثا: الأوضاع الجيوسياسية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، والتي فتحت الباب على مصراعيه لتهريب النفط ومشتقاته من بعض الدول؛ ما أسهم في إغراق السوق بمزيد من النفط ومشتقاته.
رابعا: أزمة الثقة بين أعضاء "أوبك" من جهة، وبين أعضاء "أوبك" والمنتجين المستقلين من جهة أخرى، وعلى رأسهم روسيا، التي أبدت جدية لا بأس بها خلال الشهور السابقة. ما نشاهده هذه الفترة من شد وجذب هو محاولات مستميتة من بعض الدول لعدم خفض الإنتاج والاستفادة من تحسن الأسعار إذا ما خفّض الآخرون إنتاجهم.
خامسا: دخول النفط الصخري الأمريكي كمنافس لا يُستهان به، وزيادة إنتاجه المتزامنة مع انخفاض تكلفته الإنتاجية.
أما أعراض التخمة النفطية، فهي جلية للجميع، فقد أدت هذه التخمة إلى انخفاض أسعار النفط التي تسبّبت في عجز في ميزانيات أغلب الدول المنتجة وبنسب ضرر متفاوتة.
أعتقد جازما بما لا يدع مجالا للشك، أن جميع الدول المنتجة للنفط داخل "أوبك" وخارجها موقنة بأنّ العلاج الوحيد لهذه التخمة هو "خفض الإنتاج"، والالتزام بذلك لا يقل أهمية عن الخفض في حد ذاته، والعمل بفاعلية على ضبط الحدود لمنع تهريب النفط ومشتقاته من بعض الدول. عندها تستطيع الأسواق النفطية التخلص من هذه التخمة وما جلبته لها من اضطراب واختلال في التوازن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي