العقل الإرهابي الملعون
ماذا يريدون؟
هذا سؤال يحمل دهشة التفكير في استهداف بيت الله الحرام. لا يمكن عقلا ومنطقا رسم خارطة للعقل الإرهابي الذي يتجرد من كل قيم الدين والإنسانية.
المحاولة المستحيلة للغوص في هذا التفكير الإرهابي المنغلق، تفضي إلى نتيجة واحدة : هذا النمط المسكون بهاجس إزهاق الأرواح، يعيش مأزقا مع ذاته المنحرفة.
عندما نعود إلى الوراء، ونستحضر حادثة احتلال الحرم المكي الشريف في مطلع القرن الحالي (محرم ١٤٠٠هـ ) من خلال جهيمان وجماعته، أو المحاولات اللاحقة وآخرها محاولة استهداف الحرم النبوي الشريف. نخلص إلى نتيجة واحدة : هذه الجماعات تريد صياغة حياة مستحيلة، تخضع لمنطق الغاب، بكل اشتراطات الاستقواء الغبي.
في عالم الحيوان، يحدث الاستقواء وفقا لمنطق وقانون الانتخاب الطبيعي. لكن في عوالم هذه الحيوانات البشرية، القصة محض إجرام وخروج عن سنن الوجود الإنساني، القائم على التعايش. (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو). هذا مع المختلف في الدين واللغة. فما بالك في الشريك في الوطن واللغة والدين؟
هذا السؤال البدهي، يغدو أقوى ونحن نتحدث عن مكة المكرمة والمدينة المنورة.
إن مراجعة أدبيات الخطاب الديني المنغلق، تفضي إلى دائرة جامدة، تتكئ في دمويتها على قراءات متطرفة ومغلوطة، وفهم مغرق في التواطؤ مع من يطمحون لإحداث الأذى والفتن الخبيثة في المجتمعات المسلمة.
لا بد هنا من الإشادة بالجهود الأمنية والفكرية التي تستهدف مواجهة هذا الخلل والتصدي لآثاره المدمرة.
حفظ الله وطننا الشامخ، ممن يتربصون به من القوى التي تكيد له وتستهدف استقراره وأمنه ورفاه شعبه الكريم.
قال تعالى : (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). فأين عقول هؤلاء، وأين ضمائرهم من مجرد التفكير في مثل هذه الإجرامية البشعة. قاتلهم الله أنى يؤفكون.