خطوة مهمة في تاريخ المملكة
يثبت السعوديون في كل مرة قدرتهم الفائقة على ترتيب بيتهم الوطني بكل سلاسة، ووقوفهم الدائم خلف قرارات مليكهم سندا له ومعينا، كما حدث مع قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأخير بتعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، حيث كان أول المبايعين الأمير محمد بن نايف وبتأييد كاسح من الأسرة الحاكمة ممثلة في هيئة البيعة، وتوافد ضخم وكبير من الشعب السعودي على قصر الصفا في مكة لمبايعة ولي العهد، وفي مناطق المملكة كافة التي تلقى أمراؤها البيعة نيابة عن الأمير محمد بن سلمان.
يصدم الأعداء في كل مرة يراهنون عليها في شق الصف السعودي والتلاحم بين القيادة والشعب، ففي كل موقف يكون التعاضد أكبر والتلاحم أمتن، ولا يمكن أن يكون هناك فرقة أو تمزق وحدة، فالأمور تسير بسلاسة وهو ديدن بيت الحكم منذ توحيد ــ المغفور له بإذن الله ــ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن لهذه البلاد وجمع شمل قبائلها ومدنها وقراها تحت راية واحدة ألا وهي راية التوحيد.
السعودية بتولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منصبه الجديد بمباركة الأسرة الحاكمة والشعب السعودي تواصل تجديد دمائها ومنح الفرصة للشباب الذين هم عماد المجتمع، وهي سياسة بدأها خادم الحرمين الشريفين منذ توليه مقاليد الحكم في يناير 2015، ومشروع قائم يعمل عليه المليك منذ عامين ونصف العام ويلقى تأييدا واسعا من الأسرة الحاكمة ومن الشعب السعودي، وهو أمر لاحظه كل من شاهد مراسم البيعة والتوافد الكبير من كبار الأسرة ومن الشعب السعودي صغيرهم وكبيرهم وهم يبايعون الأمير محمد بن سلمان.
الشعبية التي حصل عليها الأمير محمد بن سلمان والثقة التي نالها من خادم الحرمين ومن الشعب السعودي لم تأت من فراغ؛ فهو مهندس التغيير الاقتصادي الذي تشهده البلاد حاليا، وهو من يتولى الملفات الحساسة ويقودها بنجاح كما يحدث مع “رؤية 2030” التي نالت استحسان الكثير من قادة الدول الكبرى والمنظمات الدولية الاقتصادية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.
نحن أمام حقبة جديدة في المملكة، ومرحلة مهمة في تاريخها، بل لا نبالغ لو وصفنا ما نعايشه الآن بـ”الدولة السعودية الرابعة”، التي أسس لها الملك سلمان منذ توليه مقاليد الحكم. جيل من الشباب على المستويات والمناصب كافة، وفي كل أجهزة الدولة يقود تلك المرحلة المهمة التي يجزم الكثير من المحللين الغربيين بمساهمتها في صعود السعودية إلى مصاف الدول الكبرى في العالم.