رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


يترجل فارس وينهض آخر

تضرب المملكة العربية السعودية أروع الأمثلة في سلاسة انتقال السلطة، بما يخدم الوطن، ويضمن استمرار التنمية والرخاء والأمن والاستقرار، ويهيئ لتطوير وتحسين خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما، التي جعلها ملوك المملكة واجبا يتشرفون بأدائه، ومن هنا جاء لقب "خادم الحرمين الشريفين". فمنذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه ــ والسلطة تنتقل من فارس إلى آخر، بما يخدم تقدم الوطن ويزيد من شموخه وعزته دون إخلال بأي حق من حقوق المواطنين أو تغيير في المبادئ السامية التي تنتهجها المملكة في سياساتها الداخلية والخارجية، ليؤكد ذلك المؤسس الملك عبدالعزير ــ يرحمه الله ــ في أحد أقواله: "إن خدمة الشعب واجبة علينا، لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا، ونرى أن من لا يخدم الشعب ويخلص له فهو ناقص". لا شك أن رسوخ هذه المبادئ والالتزام بها يزيد المواطنين راحة واطمئنانا، وتجديدا للولاء، وترسيخا للانتماء الصادق للقيادة والوطن أبا عن جد. ونتيجة هذا النهج السعودي الذي يقوم على أسس متينة ومبادئ إسلامية عادلة، علاوة على ما وهب الله هذه البلاد المباركة من ثروات طبيعية وبشرية، أصبحت المملكة من الدول التي يشار إليها بالبنان في مجال السياسة والاقتصاد والتعليم، فهي ضمن "مجموعة العشرين" لدورها الكبير في استقرار أسواق الطاقة العالمية، كما أنها في مقدمة الدول نجاحا في مكافحة الإرهاب، وإلى جانب ذلك حققت نجاحا متواصلا في دليل أو مؤشر التنمية البشرية؛ لتحتل المرتبة 38 من بين دول العالم المتقدمة والنامية على حد سواء، كما أنها تنتج من البحوث وبراءات الاختراع ثلث ما تنتجه الدول العربية مجتمعة، وتقدم معونات إنسانية وإغاثية للمحتاجين والمنكوبين في شرق الأرض وغربها! ولعل هذا يحقق بعض طموحات قيادة المملكة منذ تأسيسها، التي لخصها الملك فيصل ــ يرحمه الله ــ في إجابته عن سؤال أحد الصحافيين الأجانب عن رؤيته للمملكة بعد خمسين عاما، إذ أجاب: بـ "إننا نريد المملكة أن تكون مصدر إشعاع للإنسانية، ويسكنها شعب مؤمن بالله يحتفظ بتقاليد منبثقة عن الإسلام، ويأخذ بالعلوم الحديثة النافعة". ويؤكد نهج المملكة الراسخ ما أشار إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من احترام لآراء الناس وسعة صدر لسماع النقد البناء، بقوله ــ يحفظه الله: بالنص: "أبوابنا مشرعة لكل من يرى نقصا أو عيبا، وأقول بكل شفافية (رحم الله من أهدى إليّ عيوبي)". ويؤكد كذلك نهج المملكة في الأخذ بالعلوم النافعة من خلال تطوير التعليم، فيقول: "إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف". ولاستمرار الاستقرار الاقتصادي وضمان استدامة التنمية، اتخذت المملكة سياسة جادة يقودها الأمير محمد بن سلمان للتحول من الاعتماد شبه الكلي على البترول إلى الاستثمار في الإنسان أولا من خلال التعليم والتدريب، ثم الاعتماد على موارد متنوعة ما بين الصناعة، والطاقة البديلة، والسياحة، والاستثمار في المعرفة والتقنية. في الختام نكرر مبايعة ولاة أمرنا ونجدد الولاء لخدمة الدين والوطن والقيادة الرشيدة، وندعو للأمير محمد بن سلمان ولي العهد وزير الدفاع، بالتوفيق والسداد لتحقيق طموحات هذه البلاد المباركة، لتبقى المملكة العربية السعودية مصدر إشعاع للإنسانية، والسلام، والعلم، والمعرفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي