الأمير محمد بن سلمان.. بجدارة وليا للعهد
استقبل قرار تعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد بحفاوة كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي، لا سيما أن التعيين جاء بعد قرار هيئة البيعة بأغلبية 31 من أصل 34 عضوا، كذلك جاء بعد مباركة هيئة كبار العلماء الذين يحظون باحترام مؤسسة الحكم والشارع السعودي، أيضا فإن التعيين اكتسب مبايعة الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق الذي أعلن بيعته وتمنى لأخيه الأمير محمد بن سلمان كل توفيق ونجاح. وهذا يعني أن إجراءات تعيين الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد تمت وفق إجراءات نظامية وقانونية، وكذلك تم تتويجها بتطبيقات شرعية بدأت بالمبايعة الشرعية من لدن الأمير محمد بن نايف لأخيه الأمير محمد بن سلمان وفقه الله. وواضح أن مؤسسة الحكم ــ كعهدنا بها ــ راعت كل الإجراءات الشرعية والنظامية في قضية تعيين ولي العهد حتى يكتسب تعيين ولي عهد البلاد كل شروط الحكم دون تجاوز للمبادئ الشرعية أو النظامية ، وحتى يدرك الجميع أن تعيين الأمير محمد بن سلمان خلفا للأمير محمد بن نايف سلك الطريق السليم والسديد لعملية نقل السلطة بالأسلوب السليم الذي تعودنا عليه من مؤسسة الحكم، والمتميز بالسلاسة والوضوح والقبول من جميع الأطراف، ولذلك طلب ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من كل فئات الشعب السعودي أن يبايعوا الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد وفقا لمقتضيات النهج الإسلامي الصحيح. وفعلا تسابق السعوديون من كل فئات الشعب السعودي بقناعة تامة لمبايعة الأمير محمد بن سلمان بولاية العهد. والحقيقة أن قرار تعيين الأمير محمد بن سلمان في منصب ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء يستحقه بجدارة، ولقد تابعنا طوال السنتين الماضيتين حراك الأمير محمد بن سلمان نحو دعم أداء مؤسسة الحكم وتقديمه لعدد من المشاريع الوطنية الكبرى. ولعل من أهم المشاريع التي تم تنفيذها على أرض الواقع هو تصميم "رؤية السعودية 2030" التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتنفيذ برنامج واسع للإصلاح الاقتصادي والإداري وتطوير ملموس لقواتنا المسلحة، كذلك كان الأمير محمد بن سلمان هو اللاعب الرئيس للمبادرات التي سجلتها المملكة أخيرا للدفاع عن سيادتها وحدودها واستطاع بذكائه المعهود أن يقلب الطاولة في وجه حكومة الملالي في إيران ويقدمها للعالم أجمع بأنها دولة راعية للإرهاب. وأخيرا وليس آخر فإن من القضايا التي حركها الأمير محمد بن سلمان قضية المواجهة الموفقة ضد إيران وتكوين الجيش الإسلامي الذي يخوض حربا ضد الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن الشقيق، كذلك من إنجازات الأمير محمد بن سلمان تنظيم القمة الثلاثية العالمية التي عقدت في العاصمة الرياض في الشهر الماضي والتي حضرها عدد كبير من زعماء الدول الإسلامية والعربية والخليجية، وحضرها الرئيس الأمريكي ترمب في سابقة عالمية غير مسبوقة، وحققت هذه القمة أهم أهدافها وهي اعتبار جمهورية إيران هي الراعية والداعمة للإرهاب في العالم، كما أن المملكة ودول الخليج وقعت مع الولايات المتحدة على مجموعة من اتفاقيات الشراكة، واستطاع المؤتمر أن يقنع أمريكا بأن الإسلام هو دين السلام والاستقرار، كما أن المملكة العربية السعودية قدمت للعالم مشروعا عالميا لمحاربة الإرهاب بالفكر والتنظير، كما أن الأمير محمد بن سلمان فتح الملفات المعقدة مثل قضية الحدود مع جمهورية مصر العربية المعروفة باسم تيران وصنافير، واستطاع بحكمته وتعاون الأشقاء أن يتوصل إلى حل لهذه المشكلة التي ظلت معلقة لعقود من الزمان. أما آخر القضايا التي تولت إدارتها المملكة العربية السعودية بريادة مباشرة من الأمير محمد بن سلمان، فهي قضية اصطفاف الدول الأربع (المملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين) لمواجهة مؤامرات النظام القطري الذي تحالف مع إيران وقام بدور الممول والداعم لجميع الحركات الإرهابية في المنطقة العربية. إننا في المملكة العربية السعودية نبايع الأمير محمد بن سلمان بولاية العهد على السمع والطاعة، لأنه الأمير الموهوب الذي قدم نفسه لشعب المملكة العربية السعودية على أنه صاحب رؤية ولديه إمكانات القائد المبدع، والمملكة في ظل الأجواء التي تمر بها المنطقة العربية حاليا في حاجة ماسة إلى قيادات شابة ومبدعة وموهوبة، لأن الظروف الصعبة في حاجة إلى قيادات تتمتع بموهبة الابتكار والحلول غير التقليدية. إن الأعمال التي قدمها الأمير محمد بن سلمان ــ كما أوضحنا ــ في فترة زمنية قياسية تؤكد أن المملكة العربية السعودية في انتظار قائد من القيادات ذات القدرات العالية التي سوف تبحر بالمملكة إلى مرافئ التنمية والبناء. والحقيقة هناك كثير من الملفات التي ظلت عالقة من دون حل لفترة طويلة من الزمن تحتاج الآن إلى حلول غير تقليدية وتحتاج إلى أن نزحف على العوائق التي تعيقها.