رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


دروس «اللجين»

في حدث لا يتكرر كثيرا في سوقنا جرى عزل مجلس إدارة اللجين عبر التصويت في الجمعية غير العادية وبنسبة تصويت كاسحة وتم رفض التصويت على كثير من بنود الجمعية التي كانت تخص تعديلات في النظام الأساسي للشركة منها تعديل النسبة المطلوبة للتصويت على عزل مجلس الإدارة لتصبح 75 في المائة على الأقل ولتعديل بند صلاحيات رئيس مجلس الإدارة ليأخذ صلاحيات واسعة وغيرها من البنود التي تم رفضها كلها إلى جانب رفض إبراء ذمة المجلس وكلها بنسبة عالية من الأصوات، أخذت هذه الجمعية أصداء واسعة في السوق وبين المتداولين في إشارة إلى تحقيق تغيير في مجالس الإدارات وأعطت لهم الأمل في إحداث تغيير محتمل في شركات أخرى يرى المتداولون أنها لا تملك ما يمكن أن يقنع المساهمين في إشارة إلى ضعف أدائهم، وهذا التغيير قد يحدث إذا تكتل واتحد المساهمون الصغار وجمعوا أصواتهم في الجمعية، وهذا إن حدث فيعني أن حادثة اللجين قد حركت مياها راكدة ومستقرة لسنوات طويلة لا نعلم كيف سوف تتطور، لكن وبكل تأكيد هنالك عدة جوانب إيجابية في هذا الحراك منها:
1 - رفع الوعي لدى المساهمين بحقوقهم وقوتهم وهو ما كنا ننادي لتفعيله واستغلاله.
2 - جذب الأضواء مرة أخرى إلى السوق عبر مثل هذه الأحداث وتزايد الاهتمام بما يحدث.
3 - هذا الاهتمام من المفترض أن يجلب سيولة جديدة إلى السوق "توقع شخصي" إذا كان اتجاهه إيجابيا.
4 - زيادة الكفاءة بين مجالس الإدارات والإدارات التنفيذية بحكم هذا الحراك والضغط من المساهمين.
5 - رفع الوعى بعملية المساءلة للمجالس وعدم تمرير قراراتهم من دون مراجعة ومناقشة.
6 - تجديد الدماء بين مجالس الإدارات والإدارات التنفيذية والتخلص من "بعض" من أخذوا مراكزهم في الشركات لسنوات كثيرة كحق مفروض لهم.
لكن مثل هذه الموجة أو هذا الحراك يرافقه سلبيات قد تحدث منها: العشوائية في المطالبات وتشتت المجهودات، ضعف التخطيط قد يؤدي إلى نتائج عكسية على المساهمين، كثرة حوادث العزل بداعٍ أو بدون داعٍ قد تربك السوق والمستثمرين، استغلال جموع المساهمين "وهذا الأخطر" في تجيشهم ضد مجالس "إدارات جيدة أو غير جيدة" لتحقيق مصلحة شخصية لبعض المضاربين أو الانتهازيين الذين يملكون أجندة خاصة لهم لا تتوافق مع جموع المساهمين وبالتالي قد يعزل مجلس إدارة لينتخب آخر له أجندة مخالفة لمن انتخبه ولا يهتم لمصلحة المساهمين أو الشركة، لكن هذه ممكن تحل بالتعاون مع هيئة سوق المال عبر زيادة الوعى بين المساهمين وعبر حل مشكلة الترشيحات التي تتحكم فيها لجنة ترشيحات مسيطر عليها من قبل المجلس القائم، وهو ما قد يتعارض مع المترشحين الجدد المنافسين لهم، وتستطيع هيئة سوق المال عزل لجنة الترشيحات عن سلطة الشركة والمجلس بشكل كامل عبر تعيين طرف ثالث من قبلها ليفرز ويختار المرشحين بعدالة ومن ثم تسلم القائمة إلى الشركة من جديد لتعتمدها، ويضاف إلى ذلك الطلب من كل مرشح وضع برامج عمل للشركة مع ذكر كيف يستطيع "المرشح" أن يقدم فائدة مضافة إلى الشركة ولماذا يجب أن يختاره المساهم ويصوت له ليسهل على المساهم الاختيار براحة وثقة.
لقد أثار طلب اللجين رفع نسبة التصويت لعزل مجلس الإدارة إلى 75 في المائة حفيظة المساهمين وأثار استغرابهم، كيف وافقت وزارة التجارة على طلب المجلس لهذا البند الذي يميل وبشكل غير عادل إلى صالح مجلس الإدارة على حساب المساهمين الصغار؟ إنني أخشى أن تطالب مجالس الإدارات الحالية في بعض شركات السوق بتعديل نظامهم الأساسي "كخطوة استباقية" ورفع نسبة التصويت إلى مثل هذه النسب ليصبح من المستحيل عزل أي مجلس، يجب على وزارة التجارة الوقوف بحزم وعدل بين المساهمين والمجالس وأن تضع "حدا أعلى" للتعديل لا يتجاوز مثلا 66 في المائة أي ثلثي الأصوات لعزل أي مجلس وبهذا تكون وفقت بين جميع الأطراف حيث لا تصبح العملية فوضى وتحقق استقرارا للشركات.
ختاما ما حدث بكل تأكيد نجح في تحريك المياه الراكدة وأصبح الحديث يكثر ما الشركة التالية؟ وأصبح من هو خارج السوق مهتم بمتابعة التطورات، أتمنى أن يعود كل هذا بتحسين أداء الشركات عبر مضاعفة جهود مجالس الإدارات الحالية والإدارات التنفيذية على تحقيق تطلعات المساهمين الناقمين وغير الراضين عنهم، الذين صبروا عليهم كثيرا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي