قطر باعت نفسها لإيران قبل قناتها
كل التسريبات التي كشفت عنها الحكومات الخليجية في الآونة الأخيرة تثبت أن حكومة قطر ــ ومع الأسف الشديد ــ كانت تخدم الأجندة الإيرانية في المنطقة في الخفاء وأن منظومة مجلس التعاون الخليجي كانت تضم داخل أروقتها "أفعى" سامة لا تريد للخليج حكومات وشعوبا إلا كل شر.
المكالمات الصوتية التي كشفت عنها السلطات البحرينية أخيرا وجمعت مستشار أمير قطر حمد بن خليفة العطية والإرهابي حسن علي جمعة العضو البارز في جمعية الوفاق البحرينية المحظورة وهما يخططان للتآمر على أمن البحرين وضرب استقراره أثناء أحداث 2011، التي وقف خلفها النظام الإيراني تكشف دور حكومة قطر المشبوه الداعم لإيران في المنطقة والهادف إلى زعزعة استقرار دول الخليج والسعي إلى إسقاط نظام الحكم في البحرين خدمة للجماعات الإرهابية الشيعية الموالية لطهران، كما كشفت التسريبات دور قناة الجزيرة في دعم تلك التظاهرات المسلحة وتجييشها إعلاميا والسعي إلى تلميعها وشيطنة دور "درع الجزيرة" في حفظ أمن واستقرار دولة البحرين العضو المؤسس والفعال في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي.
الدعم القطري لإيران وخدمة أجندتها الشيطانية في المنطقة لم يبدأ بعد الأزمة الحالية كما يتوهم البعض، بل بدأ منذ تولي حمد بن خليفة الحكم بعد انقلابه على والده في 1995، ربما اختلف الأسلوب ولكن العمالة واحدة فبعد أن كان في الخفاء وبخجل أصبح الآن واضحا وصريحا وارتمت "الدويلة" بكل أجهزتها وأذرعها الإعلامية في حضن إيران، وأصبحت المفردات أكثر وضوحا وتتماشى مع الخطاب الإيراني.
لم تبع قطر ذراعها الإعلامي الجزيرة إلى النظام الإرهابي في طهران بعيد الأزمة الحالية كما يحاول أن يقنعنا البعض وكأن الأمر "ردة فعل"، بل كانت الجزيرة الخادم الأول للمشروع الإيراني في المنطقة، واستضافت كل سفهاء المنطقة وإرهابييها ومرتزقتها لشيطنة الأنظمة الخليجية ودفع الشعوب للخروج على الأنظمة وتمزيق وحدتها واستقرارها، والغاية من كل ذلك هي خدمة المشروع الإيراني الهادف إلى التوسع في كل المناطق العربية والإسلامية.
البيع من قبل الدوحة ممثلة في نظامها الحاكم كان بالجملة لإيران ولم يقتصر على أذرعها الإعلامية فقط، بل باعت نفسها وانسلخت من عروبتها وخرجت من محيطها الخليجي لترمي نفسها في حضن إيران، وأصبحت تنفذ ما يمليه عليه الساسة في إيران دون تردد أو معارضة، وأصبحت العمالة على المكشوف بعد أن كانت مخفية طوال السنوات الـ21 الماضية.