الوجه القبيح للإعلام القطري
بعد أن فقد الإعلام القطري المصداقية والمهنية، وأعياه الدفاع عن الباطل، في ظل تورط حكومة بلاده بالأدلة الدامغة في دعم وتمويل واحتضان الإرهاب، انخرط في البذاءة وبدأ في توجيه الشتائم على كل من يقف أمام سياسة حكومة تميم الإرهابية، حتى هيئة كبار العلماء في السعودية، التي تضم النخبة من العلماء الربانيين في العالم الإسلامي، وصفها بأبشع الأوصاف، ضاربا بالأخلاق والمبادئ الإسلامية التي تجرم المساس بهم عرض الحائط.
أصبح كل من ينتقد سياسة حكومة قطر الداعمة للإرهاب والحاضنة للإرهابيين والمطلوبين أمنيا من بلدان عدة، وكل من يبدي قلقه من تحركاتها المشبوهة والمزعزعة لاستقرار المنطقة، من وجهة نظر الإعلام القطري "منافقا".
السياسة المشبوهة التي مارستها حكومة قطر منذ تولي أمير البلاد السابق حمد بن خليفة إمارة الدولة بعد الانقلاب الذي نفذه على والده الشيخ خليفة بن حمد ــ رحمه الله ــ لا تقلق دول الخليج وحدها بل دول العالم أجمع، والمطالبات بوقف تمويل ودعم الإرهاب لم تصدر من الأشقاء الخليجيين، بل غالبية حكومات دول العالم من مشارق الأرض ومغاربها، طالبت أيضا بوقف دعم الإرهاب، فهل كل هؤلاء "منافقون"؟
هذا الهجوم من قبل إعلام قطر على علماء المسلمين الذين يخالفون سياسة حكومة بلادهم الإرهابية، قد يكون مستغربا للوهلة الأولى، ولكن عندما يعلم المتابع ويسترجع الذاكرة ويعلم أن هؤلاء الإعلاميين ما هم إلا تلاميذ "مفرخة" المتصهين عزمي بشارة يتبدد الاستغراب، بل يستغرب تلك الإشادات السابقة بالعلماء، ويتولد لديه يقين أن تلك الإشادات ما هي إلا استمالة للمتابع البسيط وتقية تختبئ خلفها خطط ومطامع لا غاية منها إلا تمزيق وحدة الصف الإسلامي وتهديد أمن المنطقة برمتها.
مع كل ترنح وتخبط وسقوط لحكومة قطر التي يقودها تميم، يسقط معها الإعلام القطري، فالدفاع عن الباطل لا يدوم ولا يقنع ولا يمكن أن ينطلي على الناس، ومن هنا يسقط القناع ويظهر الوجه القبيح للآلة الإعلامية القطرية التي تشرع في البذاءة وتوجيه الشتائم بشكل عشوائي، وهو الأمر الذي جعل تلك الدويلة في عزلة ليس من قبل محيطها الخليجي وحده، بل من قبل العالمين العربي والإسلامي والدولي أيضا.