العالم في سوق عكاظ

أسابيع قليلة تفصلنا عن انطلاقة سوق عكاظ. يتماهى في عكاظ تاريخ عربي أصيل، يتجذر في ذاكرة الشعر والأدب، حاملا أصوات عباقرة الشعر، ونوابغ البلاغة، وفرسان ذلك الزمن.
استدعاء عصر أولئك، وشخوصهم من الذكور والإناث، يحمل دلالات مهمة.
إرث عكاظ هو ملمح يجسد جزء من الحضارات التي شهدتها الجزيرة العربية التي تشغل المملكة الجزء الأكبر من مساحتها. وسوق عكاظ نافذة سعودية مهمة تنفتح صوب العالم العربي بل العالم أجمع.
إن لغة الحضارة، هي الجسر الذي لا يحتاج إلى مترجم. والمشاركة في الفعل الحضاري، هو فعل يحمل في ثناياه حركة مستمرة إلى الأمام.
لا تحتاج عكاظ إلى واسطة كي تصل إلى العالم، فشهرتها في التاريخ العربي لا يجهله أحد.
وبالتالي فإن عكاظ وهي تستشرف عامها الحادي عشر تؤسس لتجسير هذا العناق بين كل الأطياف العربية، من الرياض إلى نواكشوط، ومن بغداد إلى الخرطوم. عراقة يليق بها أن تجعل سوق عكاظ الملتقى العربي الأكبر والأكثر حضورا في المشهد الثقافي العربي. هذا الطموح المشروع، يأتي في ظل تراجع وتعثر كثير من المهرجانات العربية، التي كانت تملأ السمع والبصر في العقود الماضية.
إن "عكاظ" بكل ما فيها تمثل قوة ثقافية وحضارية وتاريخية، تسهم في تأكيد استمرارية التواصل الإبداعي والتجاري بين الجزيرة العربية والعالم أجمع.
في مؤتمره الصحافي الذي عقده الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الطائف كشف عن بدء العمل لتحويل عكاظ إلى وجهة سياحية ثقافية رائدة على مدار العام. هذا الجهد يعني الخروج من نفق السياحة الموسمية، خاصة بعد اعتماد مبادرات الهيئة ضمن برنامج التحول الوطني 2020 ومن بينها: التأشيرة السياحية ومبادرتي السعودية وجهة المسلمين وتطوير الوجهات السياحية.

 

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي